أكثر من سبعين يوما وما زالت الحرب الظالمة مشتعلة في غزة في حرب هي الأطول بين الجهتين، وأي حرب تلك نحن أمام مذبحة شملت البشر والحجر كل أنواع القتل والألم والتهجير والدمار، وما زال البواسل صامدون للدفاع عن كرامة وشرف الأمة.
الانسان العربي انفعالي بطبيعته، يغضب بسرعة ويهدأ بسرعة لكن اخطر ما نراه الان، ان تتحول مذابح غزة الى مجرد حدث يومي، حدث اعتيادي، حدث متوقع، مجرد رقم يومي للضحايا، بحيث نسأل في ساعات المساء، عن عدد الشهداء فقط، والى اين وصلت اسرائيل اليوم في اجرامها ونكتفي ب”الله لا يوفقهم” ربما هذه المحنة في غزة، تسبب للمرء حالة نفسية وتساؤل حول إذا ما كنا “أمّة واحدة”، لا احد ينكر أن الكل مع فلسطين، ولا احد ينكر مواقف البعض المشرفة، لكن اما آن ان نتجاوز العواطف ونكف عن قول “ليس بأيدينا أي حل”، “لو كان بيدنا ما قصرنا” أو، لو يفتحوا الحدود، متى ستتحرك المروءة العربية حتى ولو على طريقة الجاهلية الأولى، اذا كان الدين لا يثير الحمية أو ردة الفعل، ما الذي سيحرك مشاعرهم؟.
أم أن على الشعب الفلسطيني والغزي تحديدًا أن يخلع شوكه بيديه، وحيدا كغيره من الشعوب، لكن القضية الفلسطينية لا يمكن التعامل معها بجحود أو نكران وكل فرد ينتظر الفرد الآخر، والنتيجة في النهاية أن الكل يتفرج ويتملص ويندد.
لا نحمل الأردن وحده هذه الكلفة، في ظل وجود ملياري عربي ومسلم، بدولهم وجيوشهم، لكننا أمام مجزرة لا يستطيع أن يتنصل منها أحد.
المعارك تشتد وتتوسع لكن المهم أن يد المقاومة هي العليا ولا تزال تقارع القوات الغاشمة وداعميها بكل بسالة واقتدار رغم الألم والغضب من المواقف العربية المتخاذلة العاجزة عن نصرة الأشقاء.
ما يصبرنا هو أننا نعلم ان الله لناصر عبده أمام العدوان الظالم المجرم، ناصراً للقابضين على جمر الحرية الناشدين لها والعاملين على استرداد الوطن السليب، اللهم اننا لا نريد سوى الفرج والنصر والتمكين.
وسيبقى دائماً السؤال المفتوح أين العرب والمسلمون؟ والإجابة غائبة ومفقودة.