أفرجت “إسرائيل”، في ساعة متأخرة من ليل الأربعاء 21 ديسمبر/كانون الأول 2023، عن أسير فلسطيني مصاب بالسرطان، فيما حمّل نادي الأسير سلطات سجون الاحتلال المسؤولية عن حالته الصحية الخطيرة.
وحمّل نادي الأسير الفلسطيني، الخميس 21 ديسمبر/كانون الأول 2023، إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن الحالة الصحية الخطيرة، للأسير الفلسطيني فاروق الخطيب “30 عاما”، مشيرة إلى أنه تعرض لجريمة خلال اعتقاله الأخير الذي أمضى فيه أربعة أشهر رهن الاعتقال الإداري.
وأشار النادي، حسب عائلة المعتقل الخطيب، إلى أن نجلها لم يكن يعاني أية أمراض مزمنة قبل اعتقاله، فقط كان يعاني تسارعاً في دقات القلب، نتجت خلال اعتقاله الأول الذي امتد لمدة أربع سنوات، وأُفرج عنه قبل اعتقاله الأخير بشهرين.
وأوضح أن الخطيب تعرض للاعتداء بالضرب المبرح من قوات (النحشون) خلال نقله من سجن (عوفر) إلى (معبار الرملة)، وامتدت هذه الجريمة لاحقاً باستمرار اعتقاله إدارياً رغم استمرار تفاقم وضعه الصحي الخطير جراء الجريمة الطبية التي نُفذت بحقه، إلى جانب جريمة الاعتداء عليه، التي أوصلته إلى هذه المرحلة الخطيرة.
وأشار إلى أنه على مدار الفترة الماضية، احتُجز الخطيب في سجن (نفحة) بعد نقله من سجن (عوفر)، وكانت الفترة الأطول من احتجازه فيه، إلى أن نُقل مؤخراً إلى (عيادة سجن الرملة)، وأخيراً إلى مستشفى (سوروكا)، وجرى الإفراج عنه الليلة الماضية، عبر حاجز نعلين العسكري.
وبيّن نادي الأسير أنه كان من المفترض أن يزور المعتقل الخطيب اليوم الخميس أحد المحامين بعد عدة مطالبات جرت؛ إذ تواجه الطواقم القانونية بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، عراقيل كبيرة في تنفيذ زيارات للمعتقلين في سجون الاحتلال.
وشدد على أن حالة المعتقل الخطيب، ليست الحالة الوحيدة لمعتقلين خرجوا من سجون الاحتلال وهم في حالة صحية خطيرة وصعبة، فعلى مدار عقود، ارتقى العديد من المعتقلين المرضى بعد الإفراج عنهم بفترات وجيزة جراء الجرائم الطبية الممنهجة التي ارتُكبت بحقهم.
وحذر نادي الأسير من المخاطر التي تهدد مصير المئات من المعتقلين استناداً إلى عدة حقائق نقلها معتقلون محررون، بالإضافة إلى الطواقم القانونية التي تمكنت من تنفيذ زيارات محدودة للمعتقلين، تؤكد المستوى الخطير والمروّع لحجم هذه الجرائم.
وتفاعل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، الخميس 21 ديسمبر/كانون الأول 2023، مع صورة الأسير الفلسطيني، مشيرين إلى أن وزنه أصبح 35 كيلوغراماً بعد الإفراج عنه، بينما كان يتمتع بصحة جيدة قبل اعتقاله.
وفي 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، قالت الحركة الأسيرة إن الاحتلال الإسرائيلي حوّل السجون إلى “مقابر حديدية” قاتلة، داعية الدول العربية واللجنة الدولية للصليب الأحمر والأمم المتحدة ودول العالم الحر للتدخل لإنقاذ الأسرى.
وأوضحت الحركة الأسيرة في بيان، أن الاحتلال منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، قام “بارتكاب جرائم بشعة بحق الأسرى في ساحة السجون بالتزامن مع ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية بحق شعبنا في غزة والضفة”.
وتابعت أن الاحتلال قام بإخضاع الأسرى لظروف اعتقالية خطرة، وبتحويل السجون إلى مقابر حديدية قاتلة، وشنّ عمليات اغتيال وإعدام ممنهج بحق الأسرى أدت إلى استشهاد عدد منهم.
وأشارت إلى أن السجانين يهددون كل يوم بتنفيذ المزيد من الإعدامات، ويصرحون بأن لديهم تعليمات بقتلهم إذا قام الأسرى بالاحتجاج على الإجراءات العقابية بحقهم.