بقلم: د. حازم قشوع
نفذ حزب الله الوجبة الأولى من ضرباته بإطلاق 3200 منصة اطلاق، لكنها جاءت ضمن نظام ضوابط وموازين متفق عليه امريكا، وهي الوجبة التى راحت تستهدف جملة أهداف منها ما جاء مباشر تجاه مقر الموساد وآخر ما أصاب الوحدة الاستخبارية 8200 بينما راحت طائرات الهدهد ترصد منزل نتنياهو ليكون ضمن بنك الأهداف كما تم توجيه منصات الاطلاق الى معسكرات عكا وحيفا ومحيط تل أبيب كما بين ذلك متابعين.
وعلى الرغم من الزيارة الهامة التي يقوم بها تشارلز براون رئيس هيئة الأركان الأمريكية للمنطقة الا ان اجواء المعركه قد تتوسع بشكل تصاعدي وسيصعب السيطرة عليها اذا لم يتوقف العدوان الاسرائيلي على غزة ويدخل الجميع في مناخات سياسية سلمية ويبتعد عن المعارك الميدانية من دون اسرلة للحدود خاصة في خاصرة غزة مصر ومن ودون مساس بالخطوط الاممية التي أقرتها المواثيق الدولية.
ولعل هذه المعطيات على الرغم من خطورتها الميدانية إلا أنها مازالت لا تشير لدخول المنطقة بحرب إقليمية سيما وان هناك مفاوضات تجري في الميدان كما تجري في بعض العواصم الاقليمية والدولية، وهذا ما يعني أن إيقاع المعركة مازال يقوم ضمن نظام ضوابط مقبول ومقيد بنظام موازين موزون حيث مازال الجميع ملتزم بها بإستثناء نتنياهو وحكومته التى مازالت تشكل حالة التطرف الوحيدة التي تخرج عن هذه المنظومة بطريقة متنمرة، وهو مازال لا يعير وزن للنداءات الامريكيه ولا يحسب حساب للقانون الإنساني الأمر الذي جعل الجميع يتساءل أين هي المرجعيات والضوابط القانونية والأممية التي من المفترض أن يتقيد بها الجميع فى سياساته كما في منظومة عمله وهو ما جعل من هذه المرجعيات محط أستفسلر وعنوان تعليل.
صحيح أن الولايات المتحدة مازالت تعلن وقوفها التام مع أمن اسرائيل، لكن ما هو صحيح ايضا ان الادارة الديموقراطية ان لم تقم بوقف العدوان بعد كل هذه النداءات من قبل الرئيس الامريكي ونائبه فان هاريس ستكون في حالة حرج أمام الرأي العام الأمريكي التي أعلنت امامه عن ضرورة وقف القتال فورا ودون ابطاء فإن لم يستجب نتنياهو لهذه النداءات فإن ذلك سيضعه فى وضع المسألة المركزية بعدما ذهب للكونجرس ليعلن ولاءه التام والالتزام الراسخ بما يصدر عن البيت الأبيض من قرارات وأوامر باعتباره جندى على حد وصفه يقوم بمهمته الدفاع عن المصالح الامريكيه.
خلاصة القول لا مقدرة لإسرائيل بإشعال حرب إقليمية كما لا مصلحة للقوى الإقليمية والأمريكية بتوسيعها لكن من غير المقبول بقاء حرب الإبادة قائمة في قطاع غزة ويجب على الولايات المتحدة ممثلة بزعيم الحزب الديموقراطي كامالا هاريس العمل على طي هذه الصفحة بشكل سريع لأن بقاءها يهدد نجاحها فى الولايات المفصلية مع اقتراب موعد التصويت الذى سيبدأ عبر البريد يوم 4 أيلول القادم.
وهذا ما يعني أن لا وقت أمام الادارة الأمريكية للتسويف والمماطلة مع اقتراب موعد الانتخابات بعدما أصبحت سياسات نتنياهو تشكل حجر عثرة امام اعادة لملمة الحزب الديموقراطي لأوراقه الذي ما زالت قواه منقسمة بين اليسار التقدمي الذي حَمل هاريس و اليمين المتصهين الذي أخرج بايدن فان وقوف هاريس فى الوسط قد يجعل لونها يفقد بريقه وهو ما يعد من المحذورات على القادة أصحاب الاثر الذين يسعون للتأثير، لاسيما وان الوسط لا يُرى من اليمين ولا يُرى من اليسار وسيجعل من لون هاريس يفقد بريقه الانتخابي، وهو ما يجعل المعادلة القادمة تقوم على معركة تأثير بعناوين توازن حيث تشتد المعركة بالشرق حيث غزة بينما تأثيرها يكون في أقصى الغرب حيث الأنتخابات الأمريكيه.
أن الأردن وهو يهيب بكل القوى بضرورة وقف إطلاق النار ويأمل من الأداره الأمريكيه إظهار مزيد من الجدية من أجل وقف مناخات العنف في المنطقة وفتح المجال أمام قوافل الإغاثة الإنسانية فيما يسمح بوقف حالة التجويع والترويع التي مازالت تمارسها آلة الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة كما حالة الإرهاب التي يمارسها المستوطنون في القدس والضفة فإن الأردن ومن وحي التزامه التام بالقوانين الدولية وحفاظه الراسخ على أمن واستقرار المنطقة فأنه يدعو الحكومة الإسرائيلية بالكف عن السياسات الأحادية التي تسعى لتهويد القدس وأسرلة غزة والضفة والذي ترفضه الشرائع الدولية والأقليمية، وهو ما تحرص على تأكيده دائما الدبلوماسية الأردنية من أجل عودة الأمن والسلام لربوع المنطقة بوقف معركة التأثير بعناوين التوازن.