انتشرت موجة من الخوف في أوساط العاملين بالقطاع السياحي في بريطانيا، وذلك بسبب استمرار أعمال الفوضى والشغب والعنف والتي يُمكن أن تؤثر سلباً على تدفق السياح إلى البلاد، كما أنها من الممكن أن تؤدي الى انهيار الموسم السياحي الحالي، حيث عادة ما يتدفق مئات الآلاف من السياح على بريطانيا خلال شهر أغسطس الذي يشهد درجات حرارة مرتفعة وساعات طويلة في النهار.
وفقا لصحيفة الاندبندنت، أرسلت الامارات والولايات المتحدة وألمانيا والدنمرك ونيجيريا وماليزيا وأستراليا وإندونيسيا تنبيهات، ونصحت مواطنيها المقيمين في المملكة المتحدة أو الزائرين لها بالابتعاد عن أعمال الشغب في بريطانيا.
وأعلنت الحكومة البريطانية اليوم الثلاثاء أن 6 آلاف عنصر من قوات الشرطة وُضعوا في حالة استعداد للتعامل مع أعمال الشغب التي يقودها أقصى اليمين، والتي تضمنت احتجاجات مناهضة للمسلمين، إثر مقتل 3 فتيات طعنا مطلع الأسبوع الماضي وانتشار معلومات مضللة بشـأن المهاجم.
ووسط تقارير عن اعتقال نحو 400 شخص حتى الآن، زادت الحكومة البريطانية من سعة سجونها بتأمين 600 مكان للاحتجاز لمواجهة أعمال الشغب العنيفة المناهضة للمهاجرين التي استمرت أسبوعا ودفعت عددا متزايدا من الدول إلى تحذير مواطنيها من مخاطر السفر إلى بريطانيا.
كما انتقدت ألكسندر اليوم مالك منصة إكس الملياردير الأميركي إيلون ماسك بسبب قوله إن “الحرب الأهلية” في المملكة المتحدة “حتمية”، وقالت الوزيرة “أعتقد أن هذا تصرف غير مسؤول على الإطلاق. يجب أن يدعو الجميع إلى الهدوء”.
وبدأت أعمال الشغب بعد انتشار معلومات مضللة -تم نفيها جزئيا- بشأن ديانة وأصل أكسل روداكوبانا (17 عاما) المتهم بالقتل ومحاولة القتل، في حين يُعرف رسميا فقط أن روداكوبانا ولد في ويلز، إلى جانب حديث تقارير إعلامية أن والديه من رواندا.
وفي حين عرضت الحكومة إجراءات أمنية طارئة جديدة على أماكن العبادة الإسلامية، أكدت وزيرة الداخلية إيفيت كوبر في حديث لشبكة “بي بي سي” أهمية “المحاسبة”، قائلة إن “مثيري الشغب سيدفعون الثمن.. تأكدنا من أن المحاكم جاهزة، ونتوقع أن تتحقق العدالة بسرعة”.
وتعزو الشرطة الفوضى إلى منظمات مرتبطة بـ”رابطة الدفاع البريطانية” المناهضة للإسلام التي تأسست قبل 15 عاما وجرى حلها، غير أن بعض المعلقين والقادة السياسيين يرون أن تصاعد الخطاب المناهض للهجرة في صفوف الطبقة السياسية منح المتظاهرين “شرعية”.