بقلم: د. حازم قشوع
نجحت حملة المرشح الرئاسي ترامب فى كسب تعاطف مؤتمر الحزب الجمهورى مستفيدة من حادثة اغتياله، كما ذهبت لتكسب أوساط العمال والمهنيين فى الولايات الستة المتأرجحة مع دخول جى دى فانس نائبا لترامب فى حملته الرئاسيه، وهو ما سيجعل الأصوات الهندية كما تشير تقارير تذهب اليه من مرتكز كثرة الأصول الهندية بهذه الولايات نتيجه أصول زوجته الهندية، هذا اضافة الى مذهب فانس الكاثوليكي وهذا ما يجعله يحصد من هذه الحاضنة ايضا الامر الذى جعل من عملية اختيار فانس تشكل خطوة اختيارية ناجحه بكل المقاييس كونها إضافة للحملة الرئاسيه لترامب.
وهذا ما وسع الفارق التنافسي بين الرئيس بايدن والمرشح ترامب وصلت لرقم غير مسبوق تجاوزت 5% واخذت بلدان عدة تعد العدة لاستقبال ترامب بحلته الجديدة، وهو ما انعكس على بريطانيا في المقام الأول عندما ذهبت لإجراء التغيير الاحترازي لحزب العمال كما تركيا بواقع سياسة اعادة التموضع التى تقوم بها بالابتعاد خطوة للوراء عن الاتحاد الأوروبي المستهدف والذى قد تكون المانيا اول الخارجين منه فى حاله دخل ترامب للمكتب البيضاوي بدأ بتسوية اولى صفقاته مع روسيا.
والتى ينتظر أن تكون مع أوكرانيا كما تجاه غزة كما مع إيران وسوريا فى منطقة الشرق الأوسط، وهذا ما يعني في المحصلة أن منطقة الشرق ستكون جميعها في حركة متصلة من اعادة التموضع للعلاقة المرتبط معها بحاله عضوية خاصة مع دول الخليج كما يصف ذلك متابعين من صفقة التطبيع، وهذا ما يجعل من المنطقة تعيش أجواء مفعمة بالحركة بل ومشدوده كلما اقتربت لحظة الحقيقة من إعلان النتائج.
وعلى الرغم من هذه القراءات الموضوعية وما يواكبها من استعدادات فى كل دوائر الإحاطة والتأثير إلا أن هنالك أوراق مازالت بيد الإدارة الديموقراطية لم تستخدم بعد، جزء منها ذاتي يتعلق بالفريق الرئاسي الذى اصبح بحاجة الى دماء جديدة وهنا نتحدث عن منصب الرئيس ونائب الرئيس، كما أن هناك ملفات اخرى موضوعية مازالت حاضرة على الرغم من حالة الغلبة الحمراء التى تقف عليها المحكمة العليا الامريكية، الا ان الادارة الديمقراطية مازالت قادرة للعودة من جديد هذا اذا ما تمكنت أثناء فسحة الأولمبياد التي تسبق انعقاد مؤتمر الحزب الديموقراطي في اواخر شهر اب القادم من إعادة صياغة حالة جديدة تمكنها من إحداث الفارق.
وهذا يتوقف أولا على مدى قدرة الاتحاد الأوروبي من الدفاع عن حضوره الجيوسياسي عبر الاشتباك الانتخابي بشكل غير مباشر بالحملة الانتخابية كونه مازال يمتلك ورقة اقتصادية وعرقية فاعله، فإن حدث هذا وهذا متوقع فإن ميزان الأحداث سيعود من جديد لترجيح الكفة مع إجراء تحسينات ملحوظة على الحمله الرئاسيه وبرنامج عملها وحتى ذلك الحين ستبقى التكهنات تدور حول ماهية البرنامج الذي سيحمله الرئيس القادم للبيت الأبيض للعالم وستبقى سياسة خلط الأوراق قائمة وموصوله تعيشها أمريكا وحواضنها أكثر منها.