أمريكا .. هِيَ المشكلة وَإسرائيل الأداة !!
كَثُرَت التساؤلات في الفترة ألاخيرة أيُهما يحكم الآخر !! أمريكا أم إسرائيل ؟ وَمَن مِنهما يحتاج الآخر ؟ وَلِماذا أمريكا لا تستطيع إيقاف الإبادة ألتي يَتَعرض لها الشعب الفلسطيني ؟ وأين الحضارة وحقوق الإنسان ألتي تُنادي بهما أمريكا ليل نهار ؟ وأين مَصالح أمريكا في العالم العربي ؟ وَهل حقيقةً أن اللوبي الصهيوني يَتَمتع بِكُلّ هذه القوة في أمريكا ؟؟ .
قَدْ تكون الإجابات الحاضرة على ذلك نعم !! وَقَد يقول قائل بأن مصالح أمريكا في إسرائيل أكثر منها لدى العَرب !! قَدْ يكون كلّ ذلك صحيح !! ولكن الصحيح أيضًا إننا نحن العرب – مَع أننا أصحاب الحِكَم والأمثال – ننسى في لحظة ما كُل ما وَضَعناه مِنْ أمثال وتجارب وأشهرها ذاك المَثل القائل : الطبع غَلَب التطبع !! بمعنى أنّ أصل الشيء وصفاته تَغلِب دائمًا كُلّ ما يمكن تعديله أو محاولة تغيير صفات هذا الشيء !! .
إسرائيل ليست المشكلة !! واليهود لَمْ يَكُن التعامل العربي معهم ذات يومٍ هو المشكلة !! واليهود والعرب تاريخهم ضارب في أعماق التاريخ !! والتعامل فيما بينهم لَمْ يَكُن ذات يوم بهذا العنف !! فما الجديد ألذي دَخَل على معادلة التعامل فيما بينهم ؟ وَمَن هي الدولة التي وُلِدَت حديثًا ؟ وحضارتها لا يُمكن أن تُقاس بالحضارة العربية أو اليهودية ؟ .
إنها أمريكا !! أمريكا ألتي قامت على قَتلِ ما يزيد على التسعين مليون مواطن مِنْ مواطني البلاد ألاصليين !! أمريكا التي خاضت ما يزيد عن تسعين حرباً في عمرها الذي لا يتجاوز الثلاثمائة عام !! أمريكا ألتي وبِحَسب مراكز الأبحاث والدراسات إستولت على ما يزيد عَنْ نصف ثروات الشعوب الفقيرة !! أمريكا ألتي كانت الدولة الوحيدة في التاريخ التي إستخدَمَت السلاح النووي في قتل وإبادة المدنيين !! أمريكا ألتي دمّرت العراق وجيش العراق !! أمريكا ألتي دمّرت اليمن وسوريا وافغانستان !! أمريكا ألتي ما مِنْ مؤامرة في دول العالم قاطبة إلا وأصابعها خلفها !! .
لَيست إسرائيل هي المشكلة بل أمريكا !! هي الدولة ألتي أفسدت كُلّ شيء ؟ لا تقولوا إسرائيل !! بل قولوا نحن وإسرائيل ضحايا أمريكا ومصالحها وألاعيبها !! الطرفين العرب واليهود يدفعون ثمن الحماقات الامريكية !! والخبائث الامريكية !! .
في بداياتي كُنتُ أستغرب هتافات الشعوب في الميادين ( أمريكا هيَّ هيَّ .. أمريكا راس الحيّة ) !! نعم أمريكا هي المشكلة .. وما نراه مِنْ إبادة للشعب الفلسطيني هوَ طَبعُ أمريكا !! وَقَد إجتمعت المصالح الامريكية والصهيونية العالمية التي منبتها أمريكا في إبادة ألشعب الفلسطيني فكان الذي نراه الآن في غزّة !! .
هَل سَيُدرك العرب واليهود المؤامرة عليهم ؟ هَل آنَ الأوان أن ترفع أمريكا يدها عَنْ هذا الذي يَحدُث ؟ أنا لا أعرف وَقَد يكون الجميع لا يعرف !! .
المحامي فضيل العبادي
مجلس محافظة العاصمة
