من المتوقع أن تستقر أسعار الدواجن في محافظة جرش، وكذلك حركة الإنتاج، خلال الفترة المقبلة، وذلك بعد أشهر عدة أدت إلى خسائر فادحة لمزارع الدواجن، وذلك مع تراجع إصابة الدواجن بالفيروسات وانخفاض حالات النفوق التي كانت بالآلاف يوميا طيلة الفترات الماضية، ما ألحق خسائر فادحة بالمزارعين وأدى كذلك إلى ارتفاع الأسعار.
فقد ارتفع إنتاج مزارع الدواجن في محافظة جرش، ليصل إلى 7 آلاف دجاجة يوميا، بينما ما يزال مواطنون يشكون من ارتفاع أسعار الدواجن، مشيرين إلى أن سعر كيلو دجاج النتافات لم ينخفض عن 170 قرشا، وهو الحد الأدنى الذي كانت أقرته وزارة الصناعة والتجارة.
في المقابل، يقول مزارعون إنهم يتوقعون أن “تبدأ أسعار الدواجن بالانخفاض عقب زيادة الإنتاج وقلة الطلب، بسبب تراجع القدرة الشرائية، لا سيما الدواجن من السلع التي تعتمد على العرض والطلب في البيع والشراء كباقي السلع الغذائية اليومية”.
وتعمل مزارع الدواجن في جرش وعددها 110 مزرعة، بكامل طاقتها الإنتاجية حاليا لرفع الإنتاج وتزويد أسواق المحافظات بالدواجن وتعويض جزء من خسائرهم في الشهور الماضية، للاستفادة من استقرار درجات الحرارة على ارتفاع، والتخلص من تكلفة تدفئة الدواجن داخل المزارع خلال المواسم الماضية، حيث كانت تكلفة التدفئة لا تقل عن 5 آلاف دينار شهريا في كل مزرعة.
المتحدث باسم مربي الدواجن في جرش، المزارع إبراهيم عقيل، يقول إن “أوضاع المَزارع تسير نحو الاستقرار، نظرا لارتفاع درجات الحرارة وثباتها على ارتفاع، ما يساهم في الحد من انتشار الفيروسات التي كانت السبب الأساسي في نفوق الدواجن”، مؤكدا أن “كميات الإنتاج المتوقعة في الأسابيع المقبلة ستكون مرتفعة مما سيخفض من أسعار الدواجن على المدى القريب”.
وأضاف عقيل، أن “الإنتاج اليومي في مزارع جرش لا يقل عن 6 آلاف دجاجة، وهذه الكمية تغطي حاجة المحافظة والمحافظات القريبة كذلك، وتغطي في الوقت ذاته تكاليف العمل وتحقق وفرا ماليا، لا سيما أن المزارعين عانوا خلال الأشهر الثلاثة الماضية من نفوقات كبيرة بالأطنان يوميا بسبب تباين في درجات الحرارة وعجزهم عن السيطرة على الفيروسات”.
وعزا سبب وجود نقص بالدواجن المبردة، إلى “استمرار حالات النفوق في شركات كبرى للدواجن، ما أدى لتوجه الحركة الشرائية إلى دواجن النتافات وزيادة الطلب عليها”، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن “حركة الإنتاج تسير نحو الاستقرار وفق المؤشرات الزراعية، ما يزيد من إنتاج الدواجن ويخفض أسعارها خلال الأسابيع المقبلة”.
وأضاف، أن “سعر الكيلو في المزرعة حاليا لا يقل عن 160 قرشا، ويباع في المحال التجارية بـ170 قرشا، ومن المتوقع أن تنخفض الأسعار كون كميات الإنتاج كبيرة وستكون جاهزة خلال الأيام المقبلة، فيما نسبة النفوق متواضعة مقارنة بالأسابيع الماضية”.
من جهته، أكد التاجر محمود المصري، أن “الحركة الشرائية للدواجن ما تزال متواضعة، نظرا لاستقرار أسعارها على ارتفاع، بالإضافة إلى الظروف الاقتصادية للمواطنين، مما اضطر أصحاب المحال إلى العمل بشكل جزئي في محال النتافات والبيع بالدين”.
وبين، أن “أصحاب النتافات لا يحددون أسعار الدواجن وسعره يعتمد على العرض والطلب، وأوضاع المزارع وهي من تحدد السعر والمحال ملزمة بتنفيذ قرار وزارة الصناعة والتجارة التي حددت سقفا سعريا لدواجن النتافات ولا يمكن تجاوزه”.
ودعا المصري، أصحاب مزارع الدواجن إلى “تخفيض سعر الكيلو لضمان تسويق منتوجاتهم التي يتوقع أن تكون كثيرة في الأسابيع المقبلة، ويجب أن تسوَّق خوفا عليها من درجات الحرارة المرتفعة”.
وخلال الأشهر الماضية، شهدت أوضاع مزارع الدواجن في جرش حالة من عدم الاستقرار، بسبب حالات النفوق الكبيرة اليومية نتيجة تباين درجات الحرارة وانتشار الفيروسات والأمراض، الأمر الذي أدى لارتفاع كبير بأسعار الدواجن، يقابله انخفاض في الإنتاج وخسائر للمزارعين الذين يواجهون أيضا ارتفاع كلف التشغيل من أجور عمال وأسعار كهرباء وتدفئة وشراء علاجات للدواجن.
إلى ذلك، أكدت مدير قسم الثروة الحيوانية في مديرية زراعة جرش الدكتورة غدير حتاملة، في حديث سابق لها، أن “أوضاع مزارع الدواجن مستقرة وحالات النفوق متواضعة ويتم متابعة أوضاع المزارع وزيارتها يوميا وتفقدها والتأكد من جاهزيتها للعمل والتعامل مع درجات الحرارة”.