ما تزال عمليات رمي الطمم ومخلفات البناء والنفايات المختلفة الناتجة عن هدم الأبنية، مستمرة بمختلف مناطق محافظة الكرك، رغم أن آثارها كبيرة، خصوصا في فصل الشتاء.
ويؤدي ذلك إلى إغلاق مجاري الأودية، ما يسفر عن حدوث فيضانات للعبارات ومجاري المياه على جوانب الطرق بما يعرقل حركة السير وربما يوقفها.
وخلال السنوات الأخيرة، شهدت محافظة الكرك العديد من إغلاقات الطرق الناتجة عن جريان مياه الأمطار في مجاري الأودية والعبارات التي يتم وضعها على الأودية ومجاري المياه بالقرب من الطرق والشوارع، وشكل بعضها أيضا خطرا على السكان وسائقي المركبات، لا سيما في مناطق العينا على طريق الكرك الطفيلة ووادي الكرك والأغوار الجنوبية.
ورغم أن مختلف الأجهزة الرسمية تشدد على منع إلقاء المخلفات في مجاري الأودية، حيث تقوم بلديات الكرك وأجهزة الأشغال العامة بعمليات تنظيف وإزالة الطمم، خاصة مع اقتراب موسم الأمطار في بعض المواقع، إلا أن كميات كبيرة من الردم ترمى مجددا وبعضها في مناطق جديدة، ما يؤدي بالتالي إلى تجدد مشهد الفيضانات.
وبحسب العديد من السكان بالكرك، فإن “مجاري بعض الأودية حاليا قد أغلقت فعلا في مناطق شرقي المحافظة، وبعضها بسبب عمليات بناء لمواقع حكومية، حيث يتم رمي كميات كبيرة من التراب والحجارة في أودية وسيول كانت دائما تجنب مناطق شرقي الكرك الفيضانات”.
ويؤكد هؤلاء السكان “أن الطمم الذي يتم نقله أحيانا بشاحنات كبيرة، يتم التخلص منه بطريقة عشوائية من دون أي شعور بالمسؤولية، خصوصا ما يمكن أن يحدثه إغلاق لمجاري الأودية والعبارات”.
وقال رائد الضمور من سكان بلدة الغوير “إن هناك مسؤولية كبيرة على بلديات المحافظة ومديريات الأشغال العامة والإسكان، بوقف عمليات الاعتداء على الأودية التي هي جزء من الجغرافيا الطبيعية للطبيعة، لا سيما أن إغلاقها سيؤدي إلى خلل طبيعي بمسار مياه الأمطار الطبيعي”، مطالبا بردع المخالفين، وتحديدا في حالات رمي كميات كبيرة من الطمم، على غرار ما يحدث في مجاري بعض الأودية الرئيسة، مثل وادي الكرك والحسا والثنية والمناطق الشرقية حاليا التي أصبحت شبه مغلقة.
وشدد الضمور على ضرورة أن تقوم كوادر الأجهزة الرسمية بعمل الصيانة اللازمة لمجاري المياه في وقت مبكر وفي موسم الصيف قبل بدء موسم الأمطار، خصوصا تلك القريبة من المناطق السكنية، حرصا على سلامة السكان وممتلكاتهم، وفي مقدمتها المزارع.
ويشكو سكان في مناطق وادي الكرك والعينا بالمزار الجنوبي والأغوار الجنوبية، من حدوث عمليات انجراف للتربة والمزارع والطرق الفرعية والرئيسية أثناء تساقط الأمطار لخروج المياه الغزيرة عن مجاريها، بسبب إغلاق هذه المجاري بالنفايات والحجارة والمتراكمة طوال العام، وأحيانا بسبب رمي المواطنين نفاياتهم في مجاري المياه، ما يؤدي الى إغلاقها.
ووفق أحمد النعيمات من سكان وادي العينا، فإن “منطقة العينا هي أكثر المناطق التي تتعرض للفيضانات سنويا بسبب إغلاق مجاري الأودية والعبارات فيها الواقعة على مجري السيل الرئيسي”، مطالبا بأن “تقوم الأجهزة الرسمية بالمحافظة، وخصوصا أجهزة حماية البيئة والبلديات، بمنع عمليات رمي الطمم ومخلفات البناء لأنه يغلق مجاري الأودية والسيول ويسبب مخاطر كبيرة، وخصوصا في موسم الأمطار، لأنه يؤدي إلى إغلاق مجرى المياه لتذهب إلى مكان آخر ربما يكون في طريقها منازل ومزارع وغيرها من الأملاك الخاصة”.
وأشار إلى أن “الموسم الماضي شهد تجريف السيول لمساحات واسعة من البساتين الواقعة على جوانب مجاري الأودية التي لم تعد تستوعب المياه الداخلة إليها، بسبب امتلائها بالطمم والحجارة والتراب بكميات كبيرة”.
وقال طارق المبيضين من سكان بلدة الثنية “إن وادي الثنية الذي كان أحد أكبر الأودية، أصبح الآن مغلقا بسبب رمي كميات كبيرة من الطمم ومخلفات البناء وغيرها فيه، ما تسبب بإغلاقه في مناطق كثيرة، خصوصا منطقة جسر الثنية القديم الواقع على الوادي”.
وأكد “أن الإغلاق ناشئ عن سد العبارات المشيدة في الوادي لتسهيل الطريق، بسبب تراكم كميات كبيرة من الطمم فيها، قياسا إلى حجمها الصغير”، مطالبا الجهات الرسمية بالعمل على منع أي جهة كانت، خصوصا شركات المقاولات التي تعمل في مجال الإسكانات، من رمي الطمم ومخلفات البناء في مجاري الأودية.
من جهته، أكد رئيس بلدية الكرك المهندس محمد المعايطة “أن بلدية الكرك تمنع منعا باتا رمي الطمم ومخلفات البناء على مجاري الأودية والسيول لما له من أثر بيئي سلبي ويسبب لاحقا خللا في حركة مياه الأمطار خلال الشتاء”، مشيرا إلى أن “البلدية تقوم كل عام وبشكل دائم بعمليات صيانة لمجاري تدفق المياه على جوانب الطرق الرئيسية والفرعية بمدينة الكرك”.
وشدد المعايطة على أن “عمليات صيانة وتنظيف شامل لكل مواقع مجاري المياه تجري الآن وشملت إزالة لكميات كبيرة من الحجارة والطمم والنفايات التي وضعها مواطنون في مناطق ومجاري المياه قريبا من العبارات الصغيرة والكبيرة الواقعة على مجاري المياه بطرق وشوارع البلدية في مختلف بلدات البلدية”.
ولفت إلى أن “البلدية، خلال العام الحالي، خصصت منطقة واسعة شرقي المحافظة، وهي قريبة من المدينة الصناعية بالكرك ليقوم المواطنون وأي جهة لديها طمم برمي المخلفات فيها حرصا على سلامة المواطنين”، مؤكدا “أن مواقع كثيرة تكون مغلقة بسبب رمي المواطنين فيها كميات كبيرة من مختلف النفايات الناتجة عن بناء المنازل أو حتى النفايات المنزلية”.
وبين المعايطة “أن البلدية تعمل على مراقبة مواقع مختلفة لمنع رمي الطمم عشوائيا تحت طائلة المسؤولية، وأن عمليات التنظيف تجري حرصا على تدفق المياه بالمجاري بشكل طبيعي ومن دون عوائق”.