صرحت رئيسة قسم الطوارئ لمنظمة أطباء بلا حدود في السودان، كلير نيكوليه، يوم الجمعة، أن الوضع الإنساني في الفاشر يشهد تدهوراً خطيراً وسط تصاعد القتال في المدينة.
وأوضحت نيكوليه في تصريحات أن “الوضع كان كارثياً بالفعل، والآن أصبح أسوأ”، مشيرةً إلى أن 30 في المئة من الأطفال دون سن الخامسة في مخيم زمزم يعانون من سوء التغذية الحاد، بالإضافة إلى النساء الحوامل والمرضعات.
وقالت نيكوليه إن المخيم يفتقر إلى الغذاء والرعاية الصحية والمياه النظيفة والدعم الكافي، وأكدت أن الاستجابة لطلب الدعم الإضافي الذي قدمته المنظمة في فبراير كانت محدودة للغاية.
وأضافت أن تصاعد القتال في الفاشر يزيد من صعوبة إيصال المساعدات الضرورية.
وأشارت نيكوليه إلى تدهور الوضع الإنساني في المدينة نفسها، التي كانت تعتبر ملاذاً آمناً نسبياً مقارنة بأجزاء أخرى من دارفور.
وأضافت أن المستشفى الجنوبي في الفاشر استقبل منذ يوم الجمعة 10 مايو 524 جريحاً، بينهم العديد من النساء والأطفال، وأن 67 منهم توفوا متأثرين بجراحهم. وأعربت عن قلقها من أن يكون العدد الفعلي للجرحى والقتلى أعلى بكثير نظراً لصعوبة وصول الناس إلى المستشفى بسبب القتال.
وذكرت نيكوليه أن المدينة شهدت قصفاً وإطلاق نار كثيفين، مما يعوق حركة الأشخاص وحتى فرق الإغاثة.
وأعربت عن قلقها من نفاد الإمدادات اللازمة للمستشفى، ودعت الأطراف المتحاربة إلى منح حق الوصول الآمن للسماح بإعادة تزويد المستشفى بالمخزون، مشيرةً إلى أن المستشفى يعد واحداً من المرافق القليلة التي لا تزال تعمل في السودان حالياً، مما يجعله مرفقاً حيوياً.
وحذر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنساني فولكر ترك، يوم الجمعة من تصاعد العنف في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، محذرا من كارثة إنسانية.
وقال فولكر تورك إنه يشعر “بالفزع” من تصاعد العنف قرب مدينة الفاشر السودانية، مضيفا أنه أجرى مناقشات هذا الأسبوع مع قائدين من طرفي الصراع محذرا من كارثة إنسانية إذا تمت مهاجمة المدينة.
وحذر تورك القائدين من أن القتال في الفاشر سيكون له “أثر كارثي على المدنيين”، وسيؤدي إلى تفاقم الوضع.
ومع تفاقم القتال، تتدهور الأوضاع الإنسانية في المدينة، التي تأوي أكثر من مليون ونصف من السكان والنازحين، وسط مخاوف من نقص حاد في الغذاء والخدمات الصحية.
ويتبادل الطرفان مسؤولية الأزمة الطاحنة التي تواجهها المدينة.
ويتهم الجيش والحركات المسلحة المتحالفة معه الدعم السريع بقطع جميع خطوط وطرق الإمداد عن الفاشر والتسبب في الشح الكبير في المياه والغذاء والدواء والوقود في المدينة، لكن قوات الدعم السريع وصفت تلك الاتهامات بالمضللة، وأكدت حرصها على حماية المدنيين.