سيطرت قوات الأمن المصرية على الوضع في قرية الفواخر التابعة لمدينة “سمالوط” بمحافظة المنيا جنوب البلاد، وأعادت الهدوء بعد أحداث عنف شهدتها القرية مساء أمس الثلاثاء بسبب شائعة انتشرت انتشار النار فى الهشيم حول بناء كنيسة جديدة.
الأحداث المفاجئة التي تسببت فيها الشائعة تمثلت في إحراق منازل بعض الأقباط وضربهم ومحاولة طردهم من منازلهم.
الأنبا مكاريوس أسقف المنيا قال إنه تابع بقلق بالغ هجوم المتطرفين على منازل الأقباط في قرية الفواخر – مركز المنيا، واحتراق عدد كبير من المنازل ومنع سكانها من الخروج.
وأضاف أنه أبلغ المسئولين بالاعتداء ، مشيرا إلى أنهم وعدوه باتخاذ اللازم، لافتا إلى أنه يثق في سرعة التحرك.
وأضاف الأسقف في منشور بحسابه على منصة “اكس” أن قوات الأمن وصلت وتمت السيطرة على الوضع، والقبض على المحرضين والمنفذين، وحصر جميع التلفيات، مشيرا إلى أن أجهزة الدولة ستقوم بتعويض المتضررين ومحاسبة الجناة.
وأردف: “ويسود الهدوء القرية الآن. حمى الله بلادنا العزيزة مصر من كل مكروه”.
الأحداث المؤسفة تسببت في إثارة عاصفة من الجدل، حيث رآها البعض أحداثا طارئة وغريبة على المجتمع المصري، فيما نظر إليها آخرون نظرة ارتياب وشك بسبب تزامنها مع الأحداث الجسام التي تحيط بمصر من كل الجهات.
اللافت كان في حضور نظرية المؤامرة، ومحاولة البعض تفسير الأحداث التي وقعت استنادا إليها.
الأديب شوقي عقل قال إنه كما هو متوقع، حدث اعتداء من (متطرفين إسلاميين) على مسيحيين في قرية الفواخر-المنيا، قاموا بعدها بإحراق عدد كبير من المنازل ومنعوا البقية من الخروج من منازلهم!
وذكّر عقل
بيناير عام 2011، حين كانت مصر تغلي، و انفجرت سيارة ملغومة امام كنيسة الصديقين في الاسكندرية، بتاريخ 2011/1/1، أي قبل الثورة بأيام.
بعدها، اتهمت السفارة البريطانية الأمن المصري بتدبير الحادث البشع الذي أدى إلى مقتل 21 شخصا وجرح 79 آخرين كانوا يعدون للاحتفال بعيد الميلاد المجيد!
وقال عقل إننا الآن في حالة يناير، والشعب، مسلموه ومسيحيوه، يعانون الأمرّين من قسوة وعسف النظام، من شظف العيش وقسوته وقلة الحال، وثرواتهم، ثروة وطنهم الذي لم يبخل الله عليه بشيء، تنهب وتسرق وتمنح للغرباء أمام أعينهم!
وقال إن سلفيي المنيا، الابطال الاشاوس الذين عروا امرأة عجوز من قبل، هم أصابع الامن ويده، فاحذروا!
وأردف: هذا وقت حوادث العنف الطائفي!
هذا وقت الاقتتال بين أبناء شعب مصر، ليقف النظام متفرجا ، ليخرج من أزمته ومأزقه أمام شعب صمم على نيل حريته!
في ذات السياق تساءل السياسي المصري سيد مشرف: ماذا يحدث في قرية الفواخر بمحافظة المنيا؟
هل سنعود لأحداث شبيهة بكنيسة القديسين عام 2011 وإرهاصات قلق قد يتحول الي نيران؟
حتى كتابة هذه السطور لم يصدر بيان رسمي حول ما حدث في قرية الفواخر بمحافظة المنيا، وهو الأمر الذي تسبب في قيل وقال وفتح بابا لا نهاية له من الشائعات.
قطع دابر الفتنة
سيطرة قوات الأمن على الوضع في القرية لم ينه قلقا وخطرا، وحذر الكثيرون من أن النار تحت الرماد، داعين إلى حل الموضوع جذريا، بتدخل حاسم من الدولة والحكماء لقطع دابر فتنة إن اندلعت لن يسلم من شرها أحد.