بعد مضي شهر على إنهاء كامل أعمال مشروع تأهيل ساحة وسط مدينة الكرك المعروف بـ “ميدان الشهداء”، بدأت حالة الفوضى تعود من جديد للموقع على شكل انتشار عشوائي لعشرات البسطات، الذي كان من المفترض أن ينتهي تواجدها تماما كأحد أهم أهداف المشروع، في وقت تؤكد البلدية-الجهة المعنية- عزمها “القضاء على كل أشكال الفوضى والتعدي مهما كانت”.
ومع عودة البسطات لوسط المدينة، فإن سكانا ومنهم أصحاب محال تجارية، تبددت آمالهم بأن يسهم المشروع بتطوير حقيقي وفعلي لوسط المدينة.
وكانت بلدية الكرك الكبرى قد انتهت من تنفيذ مشروعها قبل شهر بكلفة وصلت إلى 300 ألف دينار، فيما أعلنت في وقت سابق عن أن المشروع يهدف إلى إنهاء حالة الفوضى التي تعيشها المنطقة منذ أكثر من ثماني سنوات بعد إزالة مرافق المشروع السياحي الثالث الذي نفذ سابقا بالمنطقة وتحول الميدان إلى ساحة لتجار البسطات والباعة المتجولين.
وقررت البلدية أول من أمس، تسمية الميدان “بميدان شهداء الكرك”، تقديرا لقيمة الشهادة والشهداء، وفق رئيس البلدية المهندس محمد المعايطة.
وقال المعايطة، إن المشروع واجه العديد من التحديات وآخرها تعرض بعض مرافقه للتخريب من قبل جهات لم يسمها.
وأكد أن الهدف من تخريب مرافق مشروع وسط المدينة هو الإبقاء على حالة الفوضى التي جاء المشروع ليقضي عليها، مشددا على حرص البلدية بالمضي قدما في أهداف المشروع وإنهاء حالة الفوضى وانتشار البسطات بالمنطقة، وإزالة كل أشكال الإعتداء على الساحة ومرافق المشروع.
وبين أن وجود البسطات يتنافى مع فكرة تطوير وسط المدينة التاريخية، وهو الأمر الذي لن تقبل به البلدية إطلاقا وستقوم كوادرها بمنع البسطات من التواجد بشكل نهائي.
وكانت وزارة السياحة نفذت قبل سنوات المشروع السياحي الثالث بمدينة الكرك بكلفة بلغت 10 ملايين دينار، وشمل عمليات تجديد لشبكتي المياه والكهرباء والصرف الصحي، وإنشاء شبكة تصريف لمياه الأمطار، وتجديد وتوسيع الأرصفة والأطاريف وشبكة الإنارة الحديثة، ووضع مانعات اصطفاف المركبات على الأرصفة، وتجديد مبان تراثية وإنشاء أبواب للمحال التجارية بوسط المدينة التجاري.
وأكد المهندس المعايطة، أن البلدية أقرت قبل فترة طويلة إعادة تأهيل وسط المدينة التاريخي والذي كان جزءا من المشروع السياحي الثالث، لافتا إلى أن البلدية لديها تصور لوسط المدينة، من خلال إعادة بناء الساحة الرئيسة وإنشاء برج الساعة في وسط المدينة.
وبين أن إعادة تأهيل الساحة سيبقي المنطقة كما هي مركزا لمدينة الكرك من خلال إنشاء مظلات على مساحات واسعة، وإنشاء ساعة على برج بتصميم يتسق مع واقع المدينة التاريخي وإرثها العريق.
وأكد أن البلدية معنية بتطوير وسط المدينة التاريخي، وقد قررت مؤخرا من خلال مجلسها تقديم تسهيلات للمواطنين الراغبين بإنشاء مشاريع سياحية وثقافية في مبان تاريخية وأثرية عمرها يزيد على 80 عاما بعد إعادة ترميمها، للحفاظ عليها وإدامتها بمشاريع ذات قيمة محلية.
ويشهد وسط مدينة الكرك منذ سنوات حالة من الفوضى بسبب التعديات الواسعة من قبل أصحاب البسطات والباعة المتجولين بعد إزالة وتجريف البلدية أجزاء واسعة من المشروع السياحي الثالث وخاصة الأرصفة المجاورة للمسجد العمري التاريخي وإزالة تمثال صلاح الدين الأيوبي بوسط المدينة، بقصد توسعة المنطقة وبناء مجسم بديل عن التمثال الذي كان قائما لفترة طويلة بوسط المدينة، واعتبر جزءا من هويتها التاريخية.
وأكد تجار أن على البلدية حماية مشروع تطوير وسط المدينة الذي تعرض للتخريب، ومنع عودة البسطات والباعة المتجولين لأنهم يشكلون فشلا ذريعا للمشروع.
وقال التاجر أحمد الصرايرة، إن قرارات البلدية بتطوير وسط المدينة التجاري كانت صائبة وجيدة ويجب على البلدية حماية المشروع، لأنه يسهم بعودة النشاط والحياة للمدينة مرة أخرى بعد سنوات من المعاناة نتيجة تراجع الحركة وسيطرة البسطات والباعة المتجولين على المكان.
وأشار إلى ما كان يشهدة الوسط التجاري من فوضى للبسطات واعتداءات وفوضى الحركة المرورية والتي كان لها الدور الكبير في عزوف السكان عن وسط مدينتهم.
وبين أن سكان المدينة ينتظرون منذ سنوات عديدة تنفيذ وعود البلدية بإعادة تأهيل وسط المدينة، لكن مؤخرا، عادت البسطات وخاصة في مركز وسط المدينة بشكل عشوائي.
وقال المواطن ناصر الحباشنه، إن عودة البسطات لوسط المدينة بعد آمال بأن يتم تنظيم الموقع، يبدد أحلام السكان بإعادة الحياة إلى مدينة الكرك التي هجرها سكانها لأسباب كثيرة أهمها حالة الفوضى التي تعيشها من سنوات عديدة.