غنية عند سماع كلماتها من الوهلة الأولى، تبث في النفس فرحة وبهجة، ورغم نجاحها الكبير الذي حققته منذ بثها في بداية الخمسينيات وحتى اليوم، توجد حكاية وراء إحدى أكثر أغنيات رمضان شهرة.. فما قصتها؟
في كل عام يتحلق المصريون والعرب حول أغنية المطرب محمد عبد المطلب “رمضان جانا”، حتى أضحت الأشهَر من بين كل الأغنيات الرمضانية التي عرفتها الأذن العربية، فالأذن تعشق قبل العين أحياناً.
وكُتبت كلماتها بعد 11 شهراً من الشوق للشهر الفضيل، عندما جاء صوت البشير قائلاً : “أعلنت دار الإفتاء المصرية ثبوت هلال شهر رمضان المبارك”، لعام 1965.
فكانت الصحفية زينب عبد الله، تحدثت على لسان الإذاعي وجدي الحكيم قائلة: “إن الصدفة هي التي قادت محمد عبد المطلب لغناء رمضان جانا”.
وأكدت عبد الله أن الأغنية التي كتبها حسين طنطاوى، ولحنها الموسيقار محمود الشريف لكن لم يكن محمد عبد المطلب هو الذي سيغنيها في البداية، بل قادته الصدفة لغنائها، حيث كان مقدراً أن يقوم بغناء “رمضان جانا” الملحن والمطرب أحمد عبد القادر.
ولكن عبد القادر تقدم لغناء رمضان جانا مع أغنية وحوي يا وحوي، وحينها رفضت الإذاعة طلبه، لأن لوائحها تقتضي ألا يغني مطرب واحد أغنيتين، فأعطاها لمحمد عبد المطلب مقابل 6 جنيهات، لتصبح إحدى أكثر الأغاني الرمضانية شهرة على الإطلاق.
وغنى عبد المطلب الأغنية للمرة الأولى في يوم 2 رمضان عام 1943، ووقتها كان تأثير الحرب العالمية الثانية يُلقي بظلاله على حالة الكساد في كل المجالات ومنها الفن، إلا أن استطاعت المكوث، وبعد مرور أكثر من نصف قرن على إنتاجها، لا تزل أغنية عبد المطلب عنواناً لرمضان في أرجاء مصر.
اليوم تخطت أغنية رمضان جانا حدود مصر، لتجتاز الوطن العربي بأكمله، وغناها عدة نجوم عرب، منهم الفنان ماهر زين الذي ساهم في انتشار الأغنية خلال السنوات الأخيرة.