حقق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فوزا ساحقا في الانتخابات الرئاسية، أمس الأحد، ليعزز قبضته على السلطة، في نصر قال إنه يظهر أن موسكو كانت على حق بالوقوف في وجه الغرب وإرسال قوات إلى أوكرانيا.
وتعني النتائج أن بوتين (71 عاما) سيضمن بسهولة فترة رئاسية جديدة مدتها ست سنوات ستجعله يتفوق على جوزيف ستالين، ليصبح أطول زعماء روسيا بقاء في المنصب منذ أكثر من 200 عام. فعلى مدار نحو ربع قرن، حكم ستالين الاتحاد السوفييتي بقبضة من حديد إلى أن توفي في 1953.
وبالنسبة لبوتين، الضابط السابق بجهاز المخابرات السوفيتية (كي جي بي) الذي صعد إلى السلطة لأول مرة في عام 1999، فإن النتيجة تؤكد أنه ينبغي لزعماء الغرب أن ينتبهوا إلى أن روسيا ستكون أكثر جرأة سواء في السلم أو الحرب لسنوات عديدة مقبلة.
وأظهرت آخر النتائج أنه بعد فرز 99.5% من الأصوات في الانتخابات الرئاسية الروسية في عموم البلاد، تصدر فلاديمير بوتين النتائج بنسبة 87.33%، يليه نيكولاي خاريتونوف بنسبة 4.31%، وفلاديسلاف دافانكوف 3.79% وليونيد سلوتسكي 3.19% حسبما أفادت لجنة الانتخابات المركزية.
العالم كله يضحك على ما يحدث (في الولايات المتحدة). هذه كارثة وليست ديمقراطية
وأكد بوتين أن الشعب الروسي هو مصدر القوة في البلاد، ومن صوت كل مواطن تتشكل الإرادة الموحدة لشعوب روسيا الاتحادية. وقال بوتين في مقر حملته: “هذا شيء مهم للغاية، إنه ليس ذا طبيعة قانونية رسمية، فمصدر القوة في البلاد هو الشعب الروسي. والإرادة الموحدة لشعوب الاتحاد الروسي تتكون من صوت كل مواطن في روسيا”.
وقالت الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وغيرها من البلدان إن الانتخابات لم تكن حرة ولا نزيهة بسبب سجن المعارضين السياسيين والرقابة.
بوتين: سنعزز قوة الجيش الروسي
وقال بوتين لأنصاره في خطاب النصر في موسكو إنه سيعطي أولوية لحل المسائل المتعلقة بما وصفها بأنها “عملية عسكرية خاصة” تنفذها روسيا في أوكرانيا وسيعزز قوة الجيش الروسي.
وأضاف: “أمامنا العديد من المهام. ولكن عندما نتوحد، بغض النظر عمن يريد ترهيبنا أو قمعنا، لم ينجح أحد في التاريخ على الإطلاق في ذلك، ولم ينجحوا الآن، ولن ينجحوا أبدا في المستقبل”.
وفي استلهام للزعيم المعارض أليكسي نافالني، الذي توفي في أحد السجون بمنطقة القطب الشمالي الشهر الماضي، احتج الآلاف من المعارضين وقت الظهيرة ضد بوتين في مراكز التصويت داخل روسيا وخارجها.
مصدر القوة في البلاد هو الشعب الروسي. والإرادة الموحدة لشعوب الاتحاد الروسي تتكون من صوت كل مواطن في روسيا
وصرح بوتين للصحافيين بأنه يعتبر الانتخابات الروسية ديمقراطية، وقال إن الاحتجاج المستلهم من نافالني ضده لم يكن له أي تأثير على نتيجة الانتخابات.
وفي أول تعليقاته على وفاته، قال أيضا إن وفاة نافالني كانت “حدثا حزينا”، وأكد أنه كان مستعدا لعملية تبادل سجناء تشمل السياسي المعارض.
هذا وذكرت وكالة الإعلام الروسية، اليوم الاثنين، أن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، قال تعليقا على مزاعم أرملة نافالني إن زوجها قتل في سجن روسي، إن هذا لم يحدث.
وردا على سؤال من شبكة تلفزيون “إن بي سي” الأميركية عما إذا كانت إعادة انتخابه ديمقراطية، انتقد بوتين النظامين السياسي والقضائي الأميركي. وقال: “العالم كله يضحك على ما يحدث (في الولايات المتحدة). هذه كارثة وليست ديمقراطية”.
وتأتي الانتخابات بعد ما يزيد قليلا على عامين منذ أطلق بوتين شرارة أعنف صراع أوروبي منذ الحرب العالمية الثانية عندما أمر بغزو أوكرانيا.
وخيمت أجواء الحرب على الانتخابات التي استمرت ثلاثة أيام وجهت خلالها أوكرانيا هجمات متكررة على مصاف روسية للنفط، وقصفت مناطق روسية أخرى، وسعت عبر وكلاء لاختراق الحدود الروسية في تطور قال بوتين إنه لن يمر دون عقاب.
ورغم أن إعادة انتخاب بوتين لم تكن موضع شك نظرا لسيطرته على روسيا وغياب أي منافسين حقيقيين، فإن رجل المخابرات السابق أراد أن يُظهر أنه يحظى بدعم ساحق من الروس.
ويصور الغرب بوتين على أنه مستبد وقاتل. قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الأحد، إن بوتين يريد أن يحكم إلى الأبد وإن الانتخابات غير قانونية.
وتأتي الانتخابات الروسية في وقت يقول رؤساء مخابرات غربية إنه مفترق طرق بالنسبة للحرب الأوكرانية والغرب بشكل عام.
ويتداخل الدعم لأوكرانيا في السياسات الأميركية الداخلية قبيل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل.
وعلى الرغم من أن كييف استعادت السيطرة على بعض الأراضي بعد بدء العملية العسكرية الروسية في 2022، إلا أن القوات الروسية حققت مكاسب بعد الهجوم المضاد الأوكراني الذي لم يكلل بنجاح واضح في العام الماضي.