في اجتماع خاص بالبيت الأبيض في شهر يناير الماضي، أبلغ “حلفاء” الرئيس الأميركي جو بايدن أن أرقام استطلاعات الرأي الخاصة به في ميشيغان وجورجيا قد انخفضت بسبب طريقة تعامله مع الحرب بين إسرائيل وحماس.
وكلا الولايتان من الولايات التي فاز بها بايدن بفارق ضئيل قبل أربع سنوات، ولا يستطيع تحمل أي تراجع إذا أراد أن يهزم دونالد ترامب مرة أخرى، وفقاً لما قاله نائب مطلع على الاجتماع حيث كشف أن بايدن بدأ بالصراخ والسب في ذلك الاجتماع.
وقال للمجموعة، بحسب النائب، إنه يعتقد أنه كان يفعل الصواب، على الرغم من التداعيات السياسية، وفقاً لما نقلته شبكة NBCN الأميركية.
ورداً على سؤال حول هذه الحادثة، قال أندرو بيتس، المتحدث باسم البيت الأبيض: “يتخذ الرئيس بايدن قرارات الأمن القومي بناء على احتياجات الأمن القومي للبلاد وحدها ولا يوجد عامل آخر”.
ولعدة أشهر، راقب الديمقراطيون حملة 2024 بقلق متزايد حيث يكافح الرئيس الحالي لتحقيق مكاسب ضد سلفه.
وقد وصلت الإحباطات التي امتدت عبر الحزب إلى ذروتها، حيث كان بايدن في بعض الأحيان يشكك في قرارات السفر واستراتيجيات التواصل والتي تركت الكثير من الناخبين يجهلون سجله، حسبما أظهرت مقابلات مع ما يقرب من 20 مشرعاً ومسؤولين حاليين وسابقين في الإدارة وحلفاء بايدن.
وانطلقت “رصاصة البداية” لحملة الانتخابات العامة الأسبوع الماضي عندما حصل بايدن على ترشيح الحزب الديمقراطي. ومع ذلك فهو لا يزال يبحث عن سبل لإقناع الناخبين بأنه يستحق فترة ولاية ثانية بفضل الإنجازات السياسية التي استعصت على الرؤساء السابقين.
التاريخ يظهر أن بايدن سيخسر
ويشير التاريخ إلى أنه سيكون من الصعب على بايدن التعافي، وبحسب معدل تأييد بايدن البالغ 38% في هذه المرحلة، فإنه أقل من معدل تأييد الرؤساء الثلاثة الآخرين الذين خسروا إعادة انتخابهم حيث كان ترامب عند 48%، وجورج بوش الأب عند 39% وجيمي كارتر 43%، وفقاً لبيانات استطلاع غالوب.
ولطالما اعتقد بايدن أنه لا يحصل على الثناء الكافي في المجال الاقتصادي رغم أنه استطاع خلق 15 مليون وظيفة جديدة.
وفي إطار سعيه للوصول إلى الناخبين المشتتين الذين ربما يستمعون إليه، طلب من كتاب خطاباته قبل خطاب حال الاتحاد أن يوضحوا بوضوح ما فعله، حسبما قال شخص مطلع على الخطاب.
وقال شخص آخر مطلع على الأمر إن بايدن، خلال المناقشات الداخلية، يضغط على مساعديه حول ما هو الجزء الذي يجب تسليط الضوء عليه في الولايات المختلفة.
وقال شخص ثالث مطلع على المناقشات الداخلية إن الرئيس البالغ من العمر 81 عامًا، محاطاً بمساعدين “وقائيين” يريدون تقليل فرص حدوث أي تعثرات، لكنه يشعر بالغضب من القيود التي يراها تتعارض مع غرائزه الطبيعية كسياسي.
وشعر بايدن بالعزلة في بعض الأحيان وكان حريصاً على الخروج أكثر ومقابلة الناخبين وجهاً لوجه ونقل المعركة مباشرة إلى ترامب، حسبما قال شخص مطلع على الأمر.
وبحسب التقرير هناك دلائل تشير إلى أن البعض داخل حزبه بدأوا يفقدون صبرهم معه.
وقال آدم شيف النائب الديمقراطي: “بايدن هو الرجل الذي يمكنه إسقاط دونالد ترامب لذا من الأفضل أن يفعل ذلك. ليس لدينا الوقت لكي يشعر بالقلق بشأن ما إذا كان الناس يقولون الأشياء بشكل صحيح أم لا أو أن أرقام الاستطلاعات في المكان الذي ينبغي أن تكون فيه. أريد منه طاقة مركزة وليس غضباً دفاعياً”.
ووجه بايدن في بعض الأحيان غضبه إلى كبار موظفيه وقالت المصادر إنه بالنظر إلى النجاحات التي حققها في تمرير بعض مشاريع القوانين وتحسين الاقتصاد، كان بايدن منزعج لأن رسالته لم تصل إلى جمهور الناخبين الأوسع.
ومنذ خطاب حال الاتحاد، سافر بايدن إلى ويسكونسن وميشيغان وجورجيا ونيو هامبشاير وبنسلفانيا وسوف يتوجه إلى نيفادا وأريزونا في وقت مبكر من هذا الأسبوع.