صدر في اختتام أعمال المؤتمر الدولي الأول لإعادة إعمار القطاع الصحي في غزة، “إعلان عمّان” لإعادة إعمار القطاع الصحي في غزة، للتأكيد على الواجب الأخلاقي لتوفير الرعاية الصحية لمواطني غزة بالحصول على الرعاية الصحية أسوة بباقي شعوب العالم.
وقال الرئيس المشارك لمبادرة إعادة اعمار القطاع الصحي في غزة ورئيس لجنة برنامج المؤتمر الدكتور فوزي الحموري، في اختتام أعمال المؤتمر الدولي الذي أقيم تحت رعاية جلالة الملك عبدالله الثاني، إن الإعلان جاء ليؤكد أهمية قدسية المستشفيات والمؤسسات الصحية وضرورة حمايتها، بالإضافة إلى حماية العاملين في القطاع الصحي وعدم التعرض لهم بأي شكل من الاشكال.
وعبر الحموري عن امتنانه وتقديره لجلالة الملك، لرعايته السامية للمؤتمر الأمر الذي يمنح الدعم للمُضي قدماً بهذه المبادرة، مثمنا جهود جميع المنظمات الهيئات المحلية والعربية والدولية المشاركة.
وأوضح، أن المؤتمر، هو اللبنة الأولى التي انطلقت منها مبادرة إعادة الإعمار والتي ستشمل ثلاث مراحل، حيث أن المرحلة الأولى والمستعجلة ستكون من خلال تزويد المساعدات الطبية العاجلة واستقبال الجرحى من ذوي الحالات الصعبة، والمرحلة الثانية سيتم من خلالها العمل على إدخال مستشفيات ميدانية مع طواقم طبية، والمرحلة الثالثة، هي إعادة الإعمار.
وأشار إلى أن المبادرة باشرت بتقييم الأضرار التي تعرض لها القطاع الصحي في غزة لتحديد الكلف اللازمة لإعادة تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية والجامعات والكليات الصحية في غزة.
وبين، أن المؤتمر حضره ما يزيد عن 500 مشارك، بالإضافة إلى مئات المشاركين عن بعد، والذين يمثلون ما يزيد عن 60 منظمة إنسانية وصحية ودولية من 30 دولة، حيث يأتي هذا المؤتمر خطوة أولى في المبادرة لإعادة إعمار القطاع الصحي في غزة والذي نظمته نقابة الأطباء الأردنيين والجمعية الطبية العربية الأميركية الوطنية بالتعاون مع النقابات المهنية الأردنية واتحاد الأطباء العرب وجمعية المستشفيات الخاصة ومؤسسات دولية وهيئات وجمعيات أردنية وعربية ودولية.
وتضمن المؤتمر مداخلات عن بعد ومن ضمنها وزيرة الصحة الفلسطينية، ووزير الصحة التونسي، ووكيل وزارة الصحة الفلسطينية والعديد من مدراء المستشفيات في غزة.
وشمل المؤتمر جلسات متنوعة شارك فيها أطباء من غزة (عن بعد) والذين تحدثوا عن الواقع ميدانيا وحجم المعاناة التي يكابدونها هناك، وقد افادوا بانهيار المنظومة الصحية في غزة. بالإضافة إلى سماع شهادات من أطباء أردنيين وأجانب كانوا قد تطوعوا بالذهاب إلى قطاع غزة لدعم الكوادر الطبية وإجراء عمليات جراحية للمصابين والمساهمة في تخفيف معاناة الفلسطينيي هناك.
ومن جهته، عبر مدير مؤسسة الجمعية الطبية العربية الأميركية ورئيس المبادرة الدكتور عمر لطوف، عن امتنانه لجلالة الملك لرعايته هذا المؤتمر الدولي وتقدم بالشكر لسمو الاميرة دينا مرعد رئيسة المجلس الاستشاري لجمعية إغاثة أطفال فلسطين.
واستعرض نقيب المهندسين الأردنيين المهندس احمد سمارة، النتائج الأولية للدراسات التي نفذها مهندسون في قطاع غزة لتقييم الاضرار التي تعرضت لها المستشفيات في غزة والكلف المالية اللازمة لإعادة تشغيلها.
وأوصى المؤتمر المجتمع الدولي بالعمل على وقف العدوان على قطاع غزة، والسماح للمنظمات الإنسانية والصحية بالدخول إلى غزة لإعادة تأهيل ودعم القطاع الصحي وايصال المساعدات، وإنهاء الحصار الظالم الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي على غزة وتقديم كافة أشكال الدعم الطبي، والعمل على ترميم وإعادة تشغيل ما يمكن إنقاذه من المؤسسات الصحية وتوفير المعدات والمستلزمات الطبية والأدوية، وتفادي مسببات الوفاة والناجمة عن انتشار الأمراض المعدية ومضاعفات الإصابات وعواقب إهمال المرضى الذين يعانون من الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب والكلى والسرطان وغيرها.
كما أوصى على العمل بمنع مسببات وفيات الأطفال بتوفير الأمن الإنساني من دواء وغطاء وإعادة تفعيل برنامج تطعيم الأطفال والعمل على تسهيل خروج الأطفال الجرحى وذوي الاحتياجات الخاصة من القطاع للعلاج في الخارج.
واتفقت مجموعة المبادرة على البدء في تنفيذ ما ورد في تقرير احتياجات القطاع الصحي في غزة والذي أصدرته المبادرة في ختام أعمال المؤتمر، بالتعاون مع المنظمات الأخرى وكل جهة ذات علاقة في تنفيذ التوصيات، وستعمل المبادرة على توفير فرص لطلاب الطب خاصة في السنة الأخيرة والذين لم يتمكنوا من إكمال دراستهم، وإعادة تأهيل الجامعات والمؤسسات التعليمية وخاصة كليات الطب والمهن الصحية.
وشددت التوصيات على منح الفلسطينيين حق الحياة والعيش الكريم ضمن الظروف الإنسانية الطبيعية التي ينعم بها باقي شعوب العالم،
كما وأكد المشاركون في المؤتمر، على أن إعادة اعمار القطاع يحتاج إلى شراكات دولية بين القطاعات العامة والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني، حيث سيتم انشاء صندوق دولي لجمع التبرعات اللازمة لإعادة اعمار القطاع الصحي، وفتح المجال أمام جميع المنظمات والهيئات والجمعيات الدولية والافراد المعنية في انقاذ حياة الناس والحد من آلامهم وحماية المدنيين للمشاركة في هذه المبادرة الإنسانية.