
بقلم: علاء عواد
شهدت مدينة الرمثا مساء أمس حدثا أمنيا أثار اهتمام الأردنيين كافة، بعد تنفيذ الأجهزة الأمنية عملية نوعية استهدفت مجموعة من المطلوبين الخطرين الذين شكلوا تهديدا مباشرا للأمن والسلامة العامة. وشهدت العملية اشتباكا مسلحا انتهى بالقضاء على اثنين من الخارجين عن القانون وضبط أسلحة ومواد خطرة ، في مشهد يؤكد أن الدولة لا تتردد لحظة في مواجهة كل من يحاول أن يضع نفسه فوق القانون أو يعبث باستقرار المجتمع .
الرمثا، المدينة التي تقف على حدود الوطن بقلب كبير وتاريخ عريق، ليست جديدة على تحمل المسؤولية الوطنية .
فهي مدينة انجبت رجالا من الشجاعة والكرامة والالتزام ، وظلت دائما سدا منيعا في وجه كل محاولات الإخلال بالأمن .
ولهذا فإن ماجرى بالأمس لا يمس أهل الرمثا ولا يعكس صورتهم ، بل يعكس يقظة الدولة وحزمها ، ويفرق بوضوح بين المجتمع الشريف وأقلية اختارت طريق الجريمة والتطرف.
لقد اثبتت العملية أن أجهزة الأمن الأردنية تعمل باحترافية عالية وأنها قادرة على التعامل مع اخطر المواقف بأقصى درجات الدقة ، مع حفاظها في الوقت ذاته على أرواح المدنيين وسلامة السكان . ففي وقت تتغير فيه التحديات الأمنية يبقى الأردن ثابتا على مبدأ واحد : لا أحد فوق القانون. ولا مجال للتساهل مع من يهدد أمن الناس وطمأنينتهم .
إن الرسالة التي خرجت من الرمثا امس تتجاوز حدود المكان والحدث؛ فهي رسالة دولة تعرف دورها ، وشعب يعرف موقعه.
دولة قوية تمارس سيادتها بكل وضوح وشعب يلتف حوّل اجهزته ويثق بأن كل خطوة تُتخذ إنما تهدف لحماية بيته وشارعه وأطفاله ومستقبله.وفي بلد مثل الأردن حيث الامن هو نعمة تُبنى بالتضحيات لا بالصدف ، ويصبح الوقوف خلف الدولة واجبا وطنيا لا يساوم عليه.
الرمثا ستبقى مدينة الأمن والنخوة والوعي وستخرج من هذا الحدث كما خرجت من غيره: أقوى، أكثر وحدة،وأكثر تصميما على حماية استقرارها وماجرى لن يكون صفحة سوداء في تاريخها ، بل شهادة جديدة على غ الأردن بكل مدنه ومحافظات يستطيع دائما أن يواجه وأن يحسم وأن يحافظ على هيبته وحماية مواطنيه.
وفي النهاية ، سيبقى هذا الوطن عصيا على الفوضى ، متماسكا بقوة شعبه ، ثابتا بقيادته، ومستودعا برجال أمنه الذين يقفون في الصف الاول دفاعا عن امنه.
وماحدث في الرمثا امس هو تأكيد جديد على أن الأردن لا ينحني، وأن القانون سيبقى سيداً على الجميع ، وأن هذا الوطن أقوى من كل محاولات العبث، مهما كان شكلها او مصدرها .