في مأساة جديدة هزت قطاع المستشفيات في العراق، التهم حريق مستشفى للولادة في الديوانية جنوبي البلاد.
فقد أشعل “تماس كهربائي”، مساء أمس الاثنين، النار في مستشفى النسائية والأطفال، وهو أحد المستشفيين الرئيسيين الحكوميين الموجودين في مدينة الديوانية، ما أدى إلى مصرع أربعة أطفال على الأقل، وإصابة نحو 20 آخرين بالاختناق، حسب ما أفاد الهلال الأحمر.
ولامس الحريق أحد جدران المستشفى بدون أن يتسبب بأضرار كبيرة، وفق “فرانس برس”.
أنقاض ورقية؟!
فيما أوضح وزير الصحة صالح الحسناوي خلال مؤتمر صحافي من المستشفى أمس، أن “الحريق حصل خارج قاعات المستشفى” في “أنقاض بعضها ورقية ومواد أخرى لشركة تعمل على تأهيل المستشفى”.
كما أضاف أن ذلك أدى إلى “تسرب الدخان إلى داخل المستشفى، لكن لم تتسرب النيران” إليه. وقال إن العاملين في المستشفى قاموا “بإخلاء المرضى الموجودين” لا سيما من حديثي الولادة “الخدج الذين تكون حالتهم حرجة”، مضيفاً “أنه توفي أربعة من الرضّع لأسباب تتعلق بأمراض الصدر”.
من جهته، أعلن الهلال الأحمر أنه تم “إخلاء 150 طفلاً و190 مرافقاً” لهم من المستشفى إثر الحريق.
حوادث متكررة
في الأثناء، أمر رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إثر الحريق، “بسحب يد المسؤولين المقصرين في الحادثة، وإحالة الشركة المنفذة لأعمال تأهيل المستشفى إلى التحقيق”.
وغالباً ما لا يتمّ الالتزام بتعليمات السلامة في العراق، لا سيّما في قطاعي البناء والنقل.
كما أن البنى التحتية في هذا البلد متداعية نتيجة عقود من النزاعات، ما يؤدي مراراً إلى اندلاع حرائق وكوارث مميتة أخرى.
يشار إلى أن آخر هذه الحوادث كان حريقا اندلع في قاعة خلال حفل زفاف في بلدة قرقوش في شمال العراق، أودى بحياة أكثر من 107 أشخاص. فيما أعلنت السلطات حينها أن سببه كان الألعاب النارية ومواد بناء شديدة الاشتعال.
وفي نيسان/أبريل 2021، قضى أكثر من 80 شخصاً جراء حريق في مستشفى لمرضى كوفيد-19 في بغداد نجم عن انفجار أسطوانات أكسجين.
كذلك، لقي 64 شخصاً حتفهم في تموز/يوليو من العام نفسه، جرّاء حريق في مستشفى بالناصرية في جنوب العراق اندلع في جناح لمرضى كوفيد.