أضعَفُ الجِهاد .. التغريبة الفلسطينية !!

أضعَفُ الجِهاد .. التغريبة الفلسطينية !!
إذا كانَ الشعب الفلسطيني يُجاهد بالنفسِ والمال فأضعفُ جِهادنا معهم بالكلمة !! وأحسن الكلام – على ما أعتقد – هو التذكير بالأصول التاريخية لِهذهِ القضية وذلك بعيدًا عَنْ التخوين والجَدل والمناكفات ألتي أوصلتنا إلى ما نحنُ فيهِ مِنْ واقع .
البدايات كانت أثناء أن كانَ الوطن العربي بأغلبهِ تحتَ الخلافة العثمانية ( الدولة التركية ) وَحَتّى وصول هذهِ الدولة إلى مرحلة الرجل المريض والدخول في الحرب العالمية الأولى والإتفاق على تَقاسم العالم العربي ما بين الدول الاستعمارية خصوصًا بريطاينا وفرنسا!! حيث تَمّ الإتفاق أن تكونَ فلسطين والعراق والاردن تحتَ الانتداب البريطاني والذي يعني أنّ هذهِ الدول لديها القابلية والجاهزية للاستقلال ، وصادفَ في ذاتِ الوقت الهجرة اليهودية مِنْ روسيا إلى الدول الأوروبية ألتي انتشرت فيها النزعة القومية !! إلّا أنّ اليهود لَمْ يتقبلوا فكرة الاندماج في هذه المجتمعات وبذات الوقت لَمْ تتقبلهم هذهِ القوميات إلى الدرجة ألتي شَرّعت بريطاينا عام 1905 قانونًا أسمَتهُ قانون الأجانب تَمّ بموجبهِ مَنع اليهود والفقراء مِنْ الهجرة إلى بريطانيا وكانَ الداعي والمؤيد لهذا القانون ( بلفور ) صاحب الوعد المشئوم !! .
خلال إنتداب بريطانيا على فلسطين وَحتّى عام 1919 كان عدد اليهود العرب في فلسطين لا يتجاوز ( 15 ) الف يهودي !! إلّا أنّ صدور وعد بلفور عام 1917 بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين – وليسَ إنشاء دولة يهودية – قَدْ ساهم في زيادة عدد المهاجرين اليهود إلى فلسطين !! مما أسهم في إندلاع مجموعة مِنْ الثورات كان أشهرها ثورة يافا 1921 وثورة البراق 1929 وثورة عام 1936 التي إستمرت لمدة ثلاث سنوات حتّى تَمّ إخمادها بطريقة أو أخرى !! .
خلال إنشغال بريطانيا في الحرب العالمية الثانية قام مجموعة كبيرة مِنْ اليهود بالانخراط في هذهِ الحرب مما أكسبهم تجربة كبيرة في الحروب وكذلك قامت بريطانيا بتدريب أعداد كبيرة مِنْ اليهود المقيمين في فلسطين على القتال وحروب العصابات !! .
في عام 1948 خرجت بريطانيا مِنْ فلسطين وفورَ حدوث ذلك أعلنت العصابات اليهودية إستقلال دولتهم وسيطروا على أهمّ المدن والبلدات الفلسطينية وَمِن أشهرها يافا وحيفا وصَفَد وطبريا وارتكبوا ما يزيد على ( 90 ) مذبحة للنساء والأطفال وكِبار السن !! .
كانت نسبة سيطرة اليهود على الاراضي الفلسطينية حتّى عام 1948 لا تتجاوز نسبة 6 ٪؜ وَبعدَ حرب 1948 قاربت نسبة 80 ٪؜ !! .
أمريكا بداية لَمْ تكُن موافقة على إنشاء دولة يهودية في فلسطين ولكن حينما شَعرت بأنّ أغلب اليهود هُمْ مِنْ روسيا وأنّ الأمر واقع لا محالة وحتى تقطع الطريق على روسيا في أن تكون هِيَ الراعية لهذهِ الدولة الوليدة !! وقيام الرئيس الامريكي ( ترومان ) ببيع العرب مُقابل الصوت اليهودي ومبلغ ( 2 ) مليون دولار لصالح حملَتهِ الانتخابية بالرغم مِنْ أنّ دولة المغرب العربية كانت هِيَ أول دولة في العالم تعترف باستقلال امريكا عَنْ بريطانيا !! أصبحت هِيَ الأب الروحي لدولة الاحتلال !! .
ضَعف الجيوش العربية وتَوزّع القيادات العربية لهذهِ الجيوش والاستهتار العربي بقوة العصابات اليهودية والتي هِيَ أقرب للجيوش النظامية ساهم في هزيمة العرب أو ما باتَ يُعرفُ بالنكبة !! .
تَلى ذلك حروب متعددة وتغيير عروش وأنظمة ومنها إغتيال الملك عبدالله الأول وتغيير النظام الملكي في العراق ومصر والانقلابات في سوريا أوصلنا الى حرب ( 1967 ) التي فقدنا بها فلسطين كاملة وبعض الاجزاء مِنْ دُول عربية أخرى !! .
لأسباب كثيرة تَحَوّل العرب إلى البحث عَنْ السلام مَعَ دولة لا تؤمن بالسلام وَدَخلت العديد مِنْ الدول العربية في إتفاقيات سلام منفردة !! .
لا أقول أنّ هذهِ الاتفاقيات لَنْ تجلب لنا إلّا الخراب والدمار والضياع !! ولكن أقول إذا لَمْ نُحسن التعامل بهذه الأوراق فإنّ القادم لا يُنبئ بالخير !! .
هَذِهِ هيَ القصّة لضياع فلسطين بعيدًا عَنْ الاتهامات والخيانات .. قصّة شعب لا زال يؤمن أنّ لَهُ وطناً يستحق التضحية .
المحامي فضيل العبادي
رئيس اللجنة القانونية / مجلس محافظة العاصمة

إقرأ الخبر السابق

الفايز يلتقي سفير دولة الكويت لدى المملكة

اقرأ الخبر التالي

“محافظ الزرقاء يتفقد مديرية التنمية وصندوق المعونة لواء الرصيفة”

الأكثر شهرة