اخبار ع النار-أصبحت المبادرات الشعبية التطوعية، التي ينفذها ناشطون من لواء الأغوار الجنوبية بالتعاون مع مؤسسات تطوعية خارج الأغوار، هي الملجأ الرئيسي لمئات الأسر الفقيرة في اللواء، لتوفير احتياجاتها من العديد من المتطلبات، خصوصا تلك التي تفتقر لها تلك الأسر بسبب كلفتها المالية الكبيرة بالنسبة لها.
وعلى مدار سنوات، أصبحت العديد من الأسماء لمبادرات شعبية ذات حضور راسخ في مناطق وأحياء الاغوار الجنوبية وبلداتها المختلفة، بعد أن وصلت تلك المبادرات إلى غالبية الأسر، لا سيما التي تنأى بنفسها عن طلب المساعدات رغم عوزها وافتقادها لأبسط مقومات العيش الكريم.
ويعد لواء الأغوار الجنوبية بكل مناطقه وبلداته، والبالغ عدد سكانه نحو 70 ألف نسمة، من المناطق الأكثر فقرا على مستوى المملكة، وهو من مناطق جيوب الفقر التي تظهر بالإحصاءات الرسمية كل عام، في حين تشير إحصاءات رسمية إلى أن نسبة البطالة تبلغ 30 بالمائة والفقر 60 بالمائة.
وفي لواء الاغوار الجنوبية، حيث تصبح مشكلتا الفقر والبطالة عنوانا رئيسيا لواقع الحال هناك، أطلق العشرات من الناشطين والمتطوعين بالأعمال التطوعية الخيرية منذ سنوات، وبعد أن لامسوا حاجات الأسر الفقيرة، مجموعة من المبادرات التطوعية التي تسهم في تحسين أوضاع الأسر المحتاجة من حيث صيانة منازلها الآيلة للسقوط أو توزيع مساعدات عينية وأحيانا نقدية، وتقديم احتياجات تلك الأسر من الأثاث المنزلي التي تفتقر إليه غالبية الأسر بالاغوار.
وخلال الفترة الأخيرة، نفذت مبادرة تطوعية يقوم عليها ناشطون من خارج الأغوار وداخلها أطلق عليها اسم “ما لا يلزمكم يلزمنا”، وهي تقوم على جمع كل ما لا تحتاجه الأسر الميسورة والمرتبطة بمبادرات العمل التطوعي الخيري، ونقل هذه التبرعات، خصوصا الأثاث المنزلي وغيره من الاحتياجات إلى أسر بالأغوار الجنوبية، وهي تسهم في توفير وتسهيل معيشة أسر كثيرة.
وأكدت منسقة المبادرة بدور العكشة، “أن المبادرة مستمرة في عمل الخير في عدد من مناطق المملكة، ومنها منطقة الأغوار الجنوبية باعتبارها من مناطق جيوب الفقر في الأردن”.
وأشادت بجهود المتبرعين من أفراد ومؤسسات وأهل الخير على إنجاح هذه المبادرة التي تجوب معظم مناطق المملكة، إضافة إلى جهود الجمعية الوطنية للتأهيل المجتمعي في لواء الأغوار الجنوبية التي تعد الشريك الرئيسي مع المبادرة وحلقة الوصل بينها وبين الأسر العفيفة.
وأشارت العكشة، إلى “أن هناك أسرا عفيفة في الأغوار الجنوبية تستدعي حالتها المساعدة العاجلة، ذلك أن تلك الأسر بحاجة لأشياء كثيرة تفتقدها في منازلها وهي ضرورية جدا، خصوصا في ظل طبيعة المنطقة وارتفاع درجات الحرارة صيفا”، مؤكدة “أنه بعد زيارة هذه الأسر في مواقعها والاطلاع على معاناة أفرادها وظروفهم الصعبة التي يعيشونها في مناطقهم، تبين حتى حاجتهم إلى السكن المناسب والملائم، ناهيك عن الأشياء والاحتياجات الأخرى الضرورية داخل المنزل المتوفر لهم في تلك الظروف الصعبة”.
وتشمل المبادرة توزيع المساعدات التي يتم تجميعها من المتبرعين بمختلف مناطق المملكة على الأسر باحتياجاتها من الأثاث والمستلزمات الطبية ومختلف لوازم المنازل من الثلاجات والغسالات والمكيفات وأثاث غرف النوم للأطفال واحتياجات أخرى.
ويؤكد الناشط الاجتماعي ورئيس الجمعية الوطنية للتأهيل المجتمعي في الأغوار الجنوبية فتحي الهويمل، “أن مبادرات الجمعيات ونشطاء العمل التطوعي التي تنفذ بشكل مستمر بالأغوار الجنوبية هي أمل العديد من السكان، خصوصا من فقراء المنطقة الذين يعانون من غياب الاهتمام بمختلف الخدمات، لا سيما المنازل الملائمة والمناسبة لسكن الأسر الفقيرة التي تقطن بيوتا لا توفر الشروط الكافية للعيش فيها، وتحديدا في فترة الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة وانتشار القوارض والحشرات والأفاعي”.
وبين، أن منطقة الأغوار من مناطق جيوب الفقر بالمملكة وتبلغ نسب الفقر فيها 60 % ونسب البطالة 30 %، في حين يعمل 60 % من سكان المنطقة في القطاع الزراعي، وهو نمط يوفر العمل الموسمي.
ولفت الهويمل، إلى أن عشرات المتطوعين يقومون بمساعدة الأسر الفقيرة بمختلف الاحتياجات وضمن مبادرة “ما لا يلزمكم يلزمنا”، وتشمل توزيع المساعدات على مئات الأسر باحتياجاتها من الأثاث المنزلي والملابس وغيرها مما يتوفر لدى القائمين على المبادرة.
وقال، إن هناك شركاء للجمعية الوطنية للتأهيل المجتمعي بالأغوار الجنوبية من خلال مبادرات أخرى تعمل على تقديم الخدمات المختلفة للأسر العفيفة، حيث استطاعت الوصول إلى عشرات الأسر المحتاجة وقدمت خدمات صيانة وترميم مساكنها وتأمينها بالأثاث وبعض المستلزمات الأساسية من الفرش والغسالات والثلاجات وشاشات التلفاز والمراوح والملابس، وكذلك تأمينها بالمواد التموينية والغذائية والمساعدات النقدية.
وأكد الهويمل، أن الجمعية تعمل على حصر الأسر المحتاجة من خلال عمل قاعدة بيانات ووضع الأسس والمعايير لاختيار الأسر بالتعاون والتنسيق مع مديرية التنمية الاجتماعية في الأغوار الجنوبية لتحقيق العدالة والمساواة لشمول أكبر عدد من المواطنين.
وكانت مجموعة من المتطوعين وضمن مبادرة “مسار الخير” التطوعية نفذت بالتعاون مع جمعية التأهيل المجتمعي الخيرية مبادرات لمساعدة الأسر الفقيرة والعفيفة، شملت صيانة منازل كانت أسطحها مهدمة أو مغطاة بالأقمشة بدلا من الإسمنت والحديد، إضافة إلى تقديم مساعدات عينية للأسر تساعدها في توفير الغذاء المناسب لأطفالها.
وأكد منسق جهود العمل التطوعي لمجموعة من نشطاء العمل التطوعي في مبادرة مسار الخير محمد القرالة، أن النشطاء يعملون جاهدين على تقديم أفضل الخدمات للمواطنين الفقراء والمحتاجين الذين يقطنون في بيوت هامشية ويعانون من مشكلتي الفقر والبطالة، وبعضهم يعاني من أمراض مختلفة وذوي إعاقات.
وبين، أنه تم إجراء الصيانة لعدد من مساكن الفقراء التي لم تكن تصلح كمأوى حقيقي، بالإضافة إلى تأمين الأثاث المنزلي اللازم بمساعدة بعض الداعمين للعمل الخيري، والذين يشرفون على مبادرات بأنفسهم لخدمة الفقراء أينما كانوا ولهم بصمات واضحة في هذا المجال.
وأضاف القرالة، أن منطقة الأغوار الجنوبية تعتبر أولوية في مبادرات ونشاطات العمل التطوعي، باعتبارها من أكبر مناطق جيوب الفقر في الأردن.
وأكد أحد المستفيدين من المبادرات، وهو من سكان الغور الصافي، “أن أسرته كانت تفتقر إلى أبسط الاحتياجات المنزلية من الأثاث المنزلي، خصوصا الثلاجة والغسالة ومقاعد الجلوس، حيث كانت الأسرة تجلس على الأرض وبلا فراش مناسب، حتى قدوم المبادرة التي وفرت كل احتياجات الأسرة والمنزل المتواضع، الذي لا يقي حر الصيف ولا برد الشتاء”، مشيرا إلى أن ظروف حياته تحسنت بفضل هذه المبادرات.