كلام في الإعلام (١) الوقائع والمواقف.

بقلم : الأستاذ جواد العمري

الوقائع والمواقف.
هل يجوز أن يكون للصحفي موقف من الأحداث؟ وهل يصح أن يطلق أحكاما تجاه الاشخاص والهيئات؟ والأحكام المقصودة هي الأوصاف التي تحمل في ثناياها قيما ترفع شأن جهات وأشخاص أو تقلل منها.
هل يجوز للصحفي أو الإعلامي أن يصف شخصا بأنه إرهابي، وآخر بأنه شهيد، أشخاص بأنهم متمردون وآخرون بأنهم ثوار؟
من حيث المبدأ هذا مخالف للمهنية، ومن حيث القناعة لا أحبذ انخراط الإعلامي في تسجيل مواقف، فمواقفه الاجدر به أن يحتفظ بها كسر دفين.
أعرف أن رأيي لا يجد قبولا لدى كثير ممن هم منخرطون في المهنة، أو شغوفون بالمتابعة، لكن ما أود قوله في هذه العجالة، أن السياسات التحريرية لقنوات كبرى قد أفسدت معايير المهنة، وجعلت من الصحفيين جنودا في خنادق، تتقاذفهم أهواء الممولين، وتدمغهم بطيفها الحزبي أو السياسي أو العقائدي، حتى بات الواحد منهم لا يصلح للعمل إلا في القناة التي صبغته بلونها.

لماذا لا يمكن للصحفي المحترف أن يمارس عمله في الجزيرة والعربية وسكاي نيوز والميادين والسي ان ان والشرق والبي بي سي، بذات المهنية، ودون أن يبدو وقد سلخ جلده وألبس جلدا غيره.

خلاصة القول، إن دور الإعلام يتلخص في بث الوقائع كما حدثت، بالقدر الكافي لتمكين الجمهور من تشكيل رأي أو اتخاذ موقف.
وللحديث بقية ربما

إقرأ الخبر السابق

الإعلامية سونيا الزغول: ‏الى متى يستمر الاخوان في إعطاء مبررات للاحتلال

الأكثر شهرة