“شومان” تحتفي بالأكاديمي والمفكر التربوي الدكتور فكتور بله

احتفت مؤسسة عبد الحميد شومان، اليوم السبت، بالأكاديمي والمفكر التربوي الأردني الدكتور فكتور بله، وذلك ضمن فعالية “ضيف العام”، بحضور نخبة من المفكرين، والتربويين، والأكاديميين، والمعنيين.
وتحدث في الندوة التكريمية التي جاءت بعنوان “فكتور بله.. أكاديميا وملهما”، أصدقاء الدكتور بله ومعارفه، حول منهجيته وزمالته، وعن آرائه وتطلعاته، ومنظوره إلى العمل الأكاديمي.
وأشار سمو الأمير الحسن بن طلال خلال افتتاح الفعالية، في كلمة القاها بالنيابة عنه رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عدنان بدران، إلى ما قدمه الدكتور بله لخدمة الأردن في مجال التربية والتعليم.
ونوه سموه إلى أن الدكتور بله قام بتطوير المناهج وكان خير سفير لبلده أثناء عمله في البنك الدولي بواشنطن، مبينا أنه ساهم في تطوير نظم المعلومات الادارية التربوية ومجال التخطيط التربوي، وأكد على مبدأ مهم وهو اعتماد سياسة الربط بين احتياجات سوق العمل والتخصصات المعتمدة في المؤسسات التعليمية، أي التركيز على النوع وليس الكم، وذلك بالاستناد على دراسات إحصائية ميدانية بحثية.
وقال سموه “الدكتور فكتور بله كان رائعاً وخير من يذكر اسمه كأردني مخلص في عمله إذ كان موضع ثقتي ومحبتي واحترامي وتقديري، يعمل بكل وفاء في خدمة وطنه وأبناء بلده”.
الرئيسة التنفيذية لمؤسسة عبد الحميد شومان فالنتينا قسيسية، قالت إن الدكتور بله ليس مجرد اسم في الأوساط الأكاديمية والعلمية، بل هو رمز للتفاني والإصرار على تحقيق الأفضل، ملهما لأجيال قادمة من خلال شغفه بالعلم والعمل.
وأضافت” لقد ظل ضيفنا على الدوام، يطمح إلى مجتمع متطور، وإلى توظيف المعلومات والمؤشرات لإنتاج معرفة جديدة، ما يتطلب كثيرا من الجهد والتخطيط والتنفيذ، فقد أقر أكثر من مرة، بأن التحدي الأكبر الذي يواجه تطور التعليم يكمن في غياب الاستراتيجيات الواضحة، وتدني جودة التعليم، ما يشرح قضية عدم مواءمة مخرجات التعليم مع متطلبات التطور الاجتماعي، والثقافي، والاقتصادي، والسياسي”.
وأوضحت أن اختيار الدكتور بلة كضيف العام ليس من باب المصادفة، فهو لم يكتفِ بترك أثر على المستوى الفردي، بل كان له دور فعال في نشر المعرفة، وتحفيز الابتكار، والعمل الدؤوب من أجل مستقبل أفضل.
وأستحضر الدكتور فؤاد الحشوة في كلمة له بعنوان “على دروب البدايات”، من خلال التواصل المرئي عن بعد، ذكرياته مع الدكتور بله في بداية الستينيات بالجامعة الأميركية في بيروت، مشيرا إلى أن الدكتور فكتور لم يبخل عليه بالنصح والإرشاد في حينها.
كما أشار إلى شغف وتميز الدكتور فكتور بدراسة البيولوجيا، “حتى أنه في سنته الرابعة كان يساعد الأساتذة في التدريس قبل حصوله على البكالوريوس”، مبينا أن اهتمام الدكتور فكتور بالعلم والتعليم كان واضحا، حيث إنه بالإضافة إلى دراسته لعلم الأحياء، حصل على دبلوم التعليم من الجامعة عام 1964.
وتضمنت الندوة التكريمية مجموعة من الجلسات التي تناولت سيرة وإنجازات الدكتور بله، حيث جاءت الجلسة الأولى التي ترأسها الدكتور عمر الغول وحملت عنوان “في خضم العمل”، كل من الدكتور هالة الخيمي وجاءت ورقتها بعنوان “المعلم القدوة”، والدكتورة رينيه حتر وحملت ورقتها عنوان “الدكتور فكتور بله والتعليم في الأردن: البدايات”، والدكتور هشام الدعجة بورقة بعنوان “رائد من رواد التطوير التربوي في الأردن”.
وأشار المتحدثون إلى أن الدكتور بله لم يحصر خبراته وخدماته على مستوى التعليم العالي في الأردن، لكن حلمه كان بتحسين نظام التعليم بشكل عام، وهذا ما تحقق من خلال تأسيس وإدارة المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية في الأردن، موضحين أنه لم تختصر خبراته في الأردن، فقام بالمساهمة في بناء برامج تربوية مختلفة على المستوى العربي وفي المؤسسات الدولية.
وبينوا أنه شارك هو ومجموعة من الرواد في تأسيس العديد من المبادرات الوطنية، مشيرين إلى جهوده في رفع مستوى التعليم للوصول إلى تعليم نوعي.
وأوضحوا أن ما يميز الدكتور بله التربوي الإنسان هو احترام الآخرين، والتسامح، ومراعاة إنسانية الفرد وخصوصيته، وتبني الأفكار الريادية، وتفكيره الدائم خارج الصندوق، وتطلعاته بتفاؤل لمستقبل تربوي واعد للجيل الحالي والأجيال القادمة.
وتحدث في الجلسة الثانية التي ترأسها الدكتور عطا الله الحجايا وحملت عنوان “في الإدارة والتنظيم”، كل من الدكتور رمزي سلامة من خلال التواصل المرئي عن بعد، بورقة عنوانها “البحر الذي لا يهدأ”، والدكتورة حنان عنابي وحملت ورقتها عنوان “حدودنا السماء” من خلال التواصل المرئي عن بعد، كذلك الدكتورة أمل الخاروف بورقة جاءت بعنوان “قامة إدارية وفنية”.
وبينوا في أوراق عملهم أن الدكتور بله؛ ظل طيلة فترة توّليه إدارة مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية بحرا لا يهدأ، وجعل المكتب بمختلف اختصاصاته دائم الحركة الهادفة إلى تطوير الأنظمة التربوية في الدول العربية بمختلف عناصرها.
وأشاروا إلى أن دوره لم يقتصر على اقتراح الفكرة والإشراف على إدارتها فحسب، بل امتد إلى تنفيذها مع فريقه من الباحثين، وقد عرف عنه منحة الفرص المتساوية لجميع الموظفين والموظفات، كذلك تميزه في تقديره للعمل المنجز على أكمل وجه، وبأسرع وقت.
وفي الجلسة الثالثة التي جاءت بعنوان” في تطوير التعليم” وترأستها الدكتورة هند أبو الشعر، تحدث كل من الدكتور عدنان بدران حيث جاءت ورقته بعنوان “بله: اسهاماته في تحديث وتطوير التعليم العالي”، والدكتور علي محافظة وجاءت ورقته بعنوان “دور الدكتور فكتور بله في تطوير وإصلاح التعليم العالي”، والدكتور زيدان كفافي وحملت ورقته عنوان ” دور فكتور بله في التعليم في الأردن”.
ونوه المتحدثون إلى تميز الدكتور البله بالأمانة والإخلاص، والتفاني في العمل. يحول العقبات إلى فرص بالمثابرة وَتخطي العقبات، وقد كان ولا يزال متفانيا في العمل على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي.
وأوضحوا أنه أثناء عمله في البنك الدولي ترأس الدكتور بله فريقا للعمل على إعادة تأھيل وتطوير نظام التعليم العالي في جمهورية الصين الشعبية ما بين 1981-1984، وبهذا أصبح خبيرا مميزا في التربية والتعليم العالي على الصعد الوطنية والإقليمية والدولية. وكان دقيقا في عمله، مجدا ومبدعا في بحوثه وتوصياته، مجددا في أفكاره، واسع المعرفة، عميق التفكير في آرائه.
وقالوا إن الدكتور فكتور شخصية استثنائية، خرج من رحم القدس إلى السلط، فاحتلتا قلبه، فهو عروبي لا يزاود عليه أحد. وأكثر ما يعتز به، هو خدمته لوطنه الأردن، وللأسرة الهاشمية.
الجلسة الرابعة التي ترأسها الدكتور زهير توفيق وجاءت بعنوان “من داخل حرم الجامعة”، تحدث فيها كل من الدكتور مصلح النجار بورقة عمل عنونها بـ “فكتور بله يحلم بالجامعة”، والدكتورة وفاء الخضراء وجاءت ورقتها بعنوان “التجديد في التعليم العالي: الريادة في الرؤيا”، والدكتور عبدالله الزعبي وحملت ورقته عنوان “فكتور بله وأزيز الرصاصة على حد الطور”.
وأشاروا المتحدثون في اوراقهم، إلى طفولة الدكتور بله في مدينة القدس ومن ثم رحيله إلى مدينة السلط، كذلك مسيرة حياته العلمية والعملية في مجال التعليم العالي.
كما تطرقوا إلى رؤيته الريادية والثاقبة في إدارة المؤسسات التعليمية والجامعات وقيادته الحكيمة، إضافة إلى شغفه بالعلم.
وأشارت الدكتورة هالة بلة، في كلمة لها بعنوان “شهادات عائلية”، إلى أن حياته العائلية كانت تعكس حياته العملية؛ كان يجتهد ويثابر لتوفير أفضل ما يمكن لعائلته. وقالت “كانت حياتنا مليئة بالمحبة والفرح، بالرغم من أننا انتقلنا كثيرًا بسبب عمله وطموحه. كانت البدايات الجديدة أحيانًا صعبة، لكننا كنا نضع ثقتنا الكاملة فيه، وكان دائمًا يسعى لمنفعتنا ونجاحنا”.
وأضافت، “تأثرنا بصفاته كرجل مبدأ، أمين، ومخلص. كنا نتعلم منه بمجرد مراقبة تصرفاته مع الناس. كان فخورًا ببناته، كان التعليم مهمًا جدًا بالنسبة له، رغم أنه كان يعتز بعمله كثيرًا. كان حلمه أن نحصل على شهادات مهنية لفتح المزيد من الفرص أمامنا”.
وفي نهاية الندوة التكريمية أعرب “ضيف العام”، الدكتور فكتور بله، عن شكره وامتنانه لمؤسسة “شومان” على تنظيمها لهذه الاحتفالية التكريمية، مستعرضا مسيرة حياته العلمية والعملية والاحداث التي تأثر فيها خلال رحلته في الحياة.
ويعد الدكتور فيكتور بله واحدا من الخبراء التربويين على مستوى المنطقة والعالم، وهو أكاديمي ومفكر تربوي أردني، ومن أبرز الشخصيات في مجال التعليم العالي وتطوير السياسات التعليمية على المستويات الوطنية والدولية.
يحمل الدكتور بله درجة الدكتوراه في التعليم من جامعة ويسكونسن في الولايات المتحدة الأميركية، وقد بدأ مسيرته الأكاديمية كمدرس لعلم الأحياء قبل أن يتوجه نحو العمل الأكاديمي والإداري في مؤسسات تعليمية رائدة.
خلال مسيرته، شغل الدكتور بله العديد من المناصب القيادية في جامعات ومؤسسات تعليمية بارزة، بما في ذلك تأسيس وإدارة الجامعة الأميركية في مادبا، حيث قادت رؤيته الطموحة نحو تطوير جامعة خاصة متميزة في الأردن. كما عمل رئيسًا لمجلس أمناء الجامعة، ومستشارًا دوليًا للعديد من المنظمات العالمية مثل البنك الدولي واليونسكو، وشارك في صياغة استراتيجيات إصلاح التعليم في عدة دول.
تميز بدوره الفاعل في تطوير نظم إدارة المعلومات التعليمية (EMIS) والمساهمة في إصلاح الأنظمة التعليمية في المنطقة العربية، كما قاد مشاريع وطنية وإقليمية كبرى هدفت إلى تحسين جودة التعليم. حصل على العديد من الجوائز والأوسمة تقديرًا لإسهاماته الكبيرة في هذا المجال، ما يجعله أحد القامات البارزة في تطوير التعليم في العالم العربي.

إقرأ الخبر السابق

(صور) عقد ملتقى القدس الثقافي بالتعاون مع كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة العلوم التطبيقية الخاصة، المؤتمر الثاني لدراسات القدس تحت شعار “الأقصى مركزية المحل ووقع محتل”.

اقرأ الخبر التالي

الجيش الأميركي: قوات أميركية تضرب مواقع لتنظيم “داعش” في سوريا

الأكثر شهرة