الوضع خطر !

د. حازم قشوع

انتهت أدوار الجنود في المعركة الحاصلة على رقعة الشطرنج مع تحرك القلاع والخيول المركزية، وجاء دور الوزير ليقوم باعادة انتشار لقياداته الجيوسياسية لتعلن روسيا اتفاقية دفاع مشترك مع ايران، وتقوم بنشر الاستراتيجية الردعية s400 في الواجهة الشرقية للخليج وتقوم إيران بنشر 1000 صاروخ فرط صوتي على كامل حدود اسرائيل، وتستهدف أذرع المقاومة تل ابيب بصواريخ لم تستطع القبة الحديدية من التصدي لها، وهو ما جعل من الرئيس بايدن يقطع اجازته الاسبوعيه ويقوم بارسال كوريلا قائد سنتكوم لتل أبيب ويعلن من هناك الاستحواذ الكامل على بيت القرار العسكري والأمني الإسرائيلي، بقرار صادر عن قائد الجيش هاليفي ومن نتنياهو الوزير الأول ومصادق عليه فى الكنيست، ليكون الجيش الاسرائيلي لا يشكل سوى وحده تتبع سينتكوم وتؤمر بأوامرها وهو ما يجعل الوضع خطر.

وبهذا الاستحواذ المركزي على بيت القرار العسكري والأمني على كل من تل أبيب وطهران، تكون المنطقة قد دخلت الى نقاط اشتباك عميقة وستكون مساحات الاشتباكات فيها واسعة كونها ستكون ممتدة على امتداد المشرق العربي بما فى ذلك على الخليج العربي، وهذا ما يجعل من المواجهه القادمه مواجهة مركزية بين كتلتين “الشرقيه المؤيدة من روسيا كما الصين” و”الكتلة الغربية بقيادة أمريكا والناتو” الذي من المفترض أن تدار عملياته من الأردن حيث مركز قيادة الناتو في الشرق الاوسط، الا ان منظومة السيطرة لتوجيه ضربة البداية ستكون من إسرائيل تجاه المنشآت العسكريه الاستراتيجيه النووية الايرانية، كما هو متوقع بعدما أعلنت ايران عن امتلاكها للقوة الاستراتيجية الردعية وهذا ما يجعل الوضع خطر.

وهذا ما يعني أن منطقة الاراضى المقدسه بين الضفتين أصبحت بحكم الواقع العملياتي امريكيه، وستكون غرفة عمليات عسكرية للناتو بهذه المنطقة وفقا للأحكام الاستراتيجية المتبعة، الأمر الذى يدخل الأردن في أتون حالة اشتباك مركزية خطرة عبر هذه الأجواء، وهو المحظور الذي يستدعي استدراكه بطريقه اخرى قد تستلزم اتخاذ قرارات جوهرية نابعة من خطه (ب) لإدارة الأزمات بما في ذلك العودة الى قانون الدفاع من جديد واتخاذ خطوات من شأنها تقديم الحماية المعيشية اولا والضرورات الحياتية اللازمة، وهي التكلفة التي من المفترض أن تتحملها الناتو بالكامل جراء حالة الحرب التى ستدخلها المنطقة كما تشير معظم القراءات خلال الأيام القادمة، الأمر الذي يجعل الوضع يرتقى الى مستوى خطر.

ووفقا لهذه المحصلة الموضوعية فان هاريس تكون استطاعت أن تنجز خطوة مهمة تجاه دائرة استهدافها لتستكمل الأشغال الروسي من اوكرانيا الى الشرق الاوسط، وهذا ما سيجعلها تحييد القوات الروسية في المرحلة الثالثة عندما ستصبح الاشتباكات فى بحر الصين لكن روسيا كما الصين تريد أن تكون مساحات الاشتباكات الفاصلة هنا فى منطقه الشرق الاوسط لإبعاد الحرب الاستراتيجية عن المناطق الأوروبية من جهة كما عن ساحات النفوذ الصينية فى الشرق الاقصى من جهة اخرى، وهى ذات المحصلة التى راح تحالف الكريبتو يستدركها عندما وضع كامل ثقله بدخول الون ماسك داعما مباشرا لحملة ترامب الرئاسيه لعلها تقوم بتغير مسار الاتجاهات وتنقل السياسة العامة من “حالة الاصطفافات إلى منزله الصفقات” التى يريدها “ترامب، ماسك، بوتين” وعلى الرغم من كل هذه الجهود المبذولة مازالت استطلاعات الراى ترجح فوز هاريس فى المقعد الرئاسي بعدما حسمت معركتها ب 5 ولايات من أصل 7 متأرجحة الواقعه من الهلال الأزرق إلى الهلال المشمس على خطوط المواجهة الانتخابية، وهو أيضا يجعل الوضع خطر.

إقرأ الخبر السابق

جيش الاحتلال يبدأ عملية برية محددة في جنوب لبنان

اقرأ الخبر التالي

صحيفة: قوات الاحتلال الجوية تدربت على التحليق لمسافات طويلة وضرب أهداف بعيدة

الأكثر شهرة