أجرى سلاح جو الاحتلال الإسرائيلي مناورات عسكرية فوق البحر المتوسط، تضمنت محاكاة لرحلات طويلة المدى والتزود بالوقود جوا وضرب أهداف بعيدة.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة يسرائيل هيوم، تأتي هذه التدريبات في إطار الاستعداد لضربات محتملة تستهدف قواعد عسكرية إيرانية.
من حهتها قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية في تقرير لها إنه من المرجح أن تركز إسرائيل – في حال قيامها بأي هجوم – على استهداف قواعد عسكرية ومواقع استخباراتية إيرانية، مع تأجيل ضرب المنشآت النووية الإيرانية إلى وقت لاحق.
ويأتي هذا التأجيل بعد نقاش طويل بين المسؤولين الإسرائيليين حول مدى فعالية ضرب المنشآت النووية الإيرانية، حيث أبدى بعضهم شكوكا في قدرة إسرائيل على إلحاق أضرار جسيمة بتلك المنشآت دون دعم أميركي. وتركز الخطط الحالية على استهداف القواعد العسكرية الإيرانية وربما مواقع استخباراتية بدلا من المنشآت النووية، نظرا للشكوك حول قدرة الضربة على إحداث أضرار كبيرة بهذه المنشآت.
ويدعو بعض المسؤولين الإسرائيليين إلى اتخاذ إجراءات عاجلة ضد إيران، حيث يعتقدون أن هذه اللحظة تمثل فرصة غير مسبوقة لتغيير موازين القوى في الشرق الأوسط.
تحذير أميركي
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن حذر إسرائيل من استهداف المواقع النووية أو منشآت الطاقة الإيرانية، مطالبا بأن تكون أي ردود على الهجمات الإيرانية الأخيرة “متناسبة”. كما دعا وزير الدفاع الأميركي نظيره الإسرائيلي إلى تجنب تصعيد الوضع بشكل أكبر.
وعلى الرغم من التحذيرات الأميركية، يتزايد في إسرائيل النقاش حول ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة ضد إيران. حيث صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت بأن لدى إسرائيل الآن “أعظم فرصة منذ 50 عاما” لتدمير البرنامج النووي الإيراني وشل النظام الإيراني بشكل كامل.
ويرى بعض السياسيين الأميركيين أن التأخير في اتخاذ إجراء عسكري قد يسمح لإيران بتطوير قدراتها النووية بشكل أكبر، فيما يرى آخرون أن الضربة قد تؤدي إلى تصعيد شامل في المنطقة.
وفي الوقت الذي يواصل فيه بايدن رفض الخيار العسكري ضد إيران، يروج الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لفكرة ضرب المنشآت النووية الإيرانية بشكل عاجل، مشيرا إلى أن إسرائيل “يجب أن تضرب أولا وتقلق بشأن العواقب لاحقا”.
ورغم هذا الدعم السياسي من بعض الشخصيات، تواجه إسرائيل تحديات لوجستية كبيرة في تنفيذ ضربة على إيران، خاصة فيما يتعلق بقدرة طائراتها القديمة على تنفيذ عمليات طويلة المدى. ويشير الجنرال الأميركي السابق فرانك ماكنزي إلى أن استهداف المنشآت النووية الإيرانية يمثل “هدفا صعبا للغاية”، وأن هناك بدائل أسهل مثل استهداف البنية التحتية للطاقة.
وهناك مخاوف من أن أي هجوم إسرائيلي على إيران قد لا يحقق النتائج المرجوة، وقد يؤدي إلى اندلاع نزاع واسع النطاق في المنطقة.