بعد ساعات عنيفة من الغارات الإسرائيلية الكثيفة التي عاشتها الضاحية الجنوبية لبيروت فجر اليوم الأربعاء، اندلعت اشتباكات بمناطق عدة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية.
ففيما حاولت قوات إسرائيلية التسلل إلى الداخل اللبناني، عبر بلدة العديسة على الحدود، اندلعت اشتباكات بينها وبين عناصر من حزب الله، ما أدى إلى مقتل وإصابة عدة جنود إسرائيليين.
محاولة تسلل
في حين أعلن الحزب الذي مني بخسائر فادحة خلال الأسبوعين الماضيين، أنه تصدى لقوة المشاة هذه التي حاولت التسلل في العديسة، المقابلة لما يعرف بإصبع الجليل.
وأفادت مصادر بمقتل 4 جنود إسرائيليين وإصابة 20 باشتباكات العديسة
كما أضافت أن مروحيات إسرائيلية أطلقت النار قرب الحدود لإجلاء الجنود الجرحى.
قتال عنيف
من جهته، أكد الجيش الإسرائيلي أن قتالا عنيفا يدور مع حزب الله في الجنوب اللبناني. وحث في بيان سكان الجنوب عدم الانتقال بالمركبات من شمال الليطاني إلى جنوبه.
كما أشار إلى أن وحدات مشاة ووحدات مدرعة نظامية انضمت للعملية البرية في لبنان، وفق قوله
أتت هذه الاشتباكات بعدما تعرضت الضاحية الجنوبية لبيروت التي تعد معقل حزب الله المدعوم إيرانيا، لـ 17 غارة إسرائيلية في مناطق مختلفة، منها حارة حريك وبرج البراجنة، فضلا عن الشويفات العمروسية والحدث والشياح.
فيما تصاعدت أعمدة الدخان من مختلف المواقع، وسط دمار في العديد من الأبنية بتلك المنطقة التي باتت شبه خالية.
افترشوا الطرقات
في حين افترش العديد من النازحين الشوارع والساحات، وباتوا ليلة أخرى في العراء.
وكانت إسرائيل أعلنت أمس أنها بدأت “عملية برية محدودة” في الجنوب اللبناني، حيث اندلع قتال عنيف مع حزب الله. إلا أن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة “اليونيفيل”، أعلنت لاحقا أنها لم ترصد أي تسلل إسرائيلي على الحدود. بدوره نفى حزب الله تسلل القوات الإسرائيلية إلى الجنوب، أو اندلاع اشتباكات برية.
جاءت هذه التطورات الميدانية بعيد ساعات على هجوم إيراني على إسرائيل بأكثر من 180 صاروخا باليستياً، قللت تل أبيب وواشنطن من فعاليته، بينما أكدت طهران نجاحه.
يذكر أن إسرائيل كانت كثفت منذ 23 سبتمبر الماضي غاراتها العنيفة على الضاحية الجنوبية، ما أدى إلى مقتل نحو 1700 لبناني خلال أيام.
في حين كشفت إحصاءات الحكومة اللبنانية أمس الثلاثاء أن نحو 1900 شخص قتلوا وأصيب أكثر من 9000 آخرين خلال عام تقريبا من القتال عبر الحدود، معظمهم في الأسبوعين الماضيين.
كما أدت تلك المواجهات إلى نزوح نحو مليون لبناني من الجنوب والضاحية، وفق ما أكدت الحكومة اللبنانية.