نقلت صحيفة”واشنطن بوست” عن مسؤولين ومحللين أن إسرائيل فتحت “نافذة الفرصة لغزو بري محتمل”، وهو ما دعت إليه أجزاء من المؤسسة الأمنية منذ فترة طويلة.
وقالت ميري إيسين، ضابطة الاستخبارات السابقة في الجيش الإسرائيلي والتي تم إطلاعها على المداولات الأمنية: “لقد كان الجيش يبني ويعيد بناء الخطة لسنوات. وفي كل مرة وصلنا فيها إلى مكان حيث كنا سنفعل ذلك، كانت هناك قيود”.
وأضافت أن “كل شيء أصبح جاهزا الآن للمرحلة الافتتاحية، والسؤال الآن هو ما الذي سيحدث بعد ذلك”.
والتقى وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت جنودا يتدربون على شن عملية برية محتملة في جنوب لبنان، حسب إعلام عبري رسمي الأربعاء.
وذكرت هيئة البث العبرية (رسمية) أن “إسرائيل تستعد لعملية برية محتملة في لبنان، وتستمر التحضيرات لها”.
وأضافت أن غالانت “التقى أمس (الثلاثاء) جنودا يتدربون على هذا السيناريو (اجتياح بري)”.
وقال غالانت للجنود: “إسرائيل لم تقل الكلمة الأخيرة بعد في قتالها ضد حزب الله”.
وادعى أن “حزب الله اليوم يختلف تماما عما كان عليه قبل أسبوع، ولدينا ضربات إضافية جاهزة”.
وعادة لا يعلق الجيش الإسرائيلي رسميا على احتمال شن عملية برية في جنوب لبنان.
ومنذ أيام، تتواتر أنباء في الإعلام الإسرائيلي عن شن عملية برية بداعي تأمين عودة أكثر من 100 ألف نازح إسرائيلي إلى المستوطنات قرب الحدود مع لبنان.
على الجانب الآخر، تسبب القصف الإسرائيلي منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، في نزوح أزيد من 111 ألف لبناني من الجنوب، يضاف إليهم نحو ربع مليون من الجنوب والشرق منذ الاثنين الماضي.
ودعا الجيش الإسرائيلي المواطنين اللبنانيين إلى ترك منازلهم، قبيل شن هجمات جوية واسعة في جنوب لبنان والبقاع (شرق)، في محاولة لإخلاء مسؤوليته عن قتل مدنيين.
والأربعاء، حذر متحدث الجيش للإعلام العربي أفيخاي أدرعي اللبنانيين من العودة إلى منازلهم، مشددا على أن “غارات الجيش الإسرائيلي مستمرة”.
وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضي عربية في لبنان وسوريا وفلسطين.
ومنذ صباح الاثنين، يشن الجيش الإسرائيلي “أعنف وأوسع” هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع “حزب الله” قبل نحو عام؛ وأسفر عن 564 قتيلا، بينهم 50 طفلا و94 امرأة، بالإضافة إلى 1835 جريحا، وفق وزارة الصحة اللبنانية.
في المقابل، يستمر انطلاق صفارات الإنذار في شمال إسرائيل قرب الحدود مع لبنان؛ إثر إطلاق “حزب الله” مئات الصواريخ على مواقع عسكرية ومستوطنات ومقر “الموساد” بتل أبيب، وسط تعتيم على الخسائر البشرية والمادية، وفق مراقبين.
كما تواصل إسرائيل، بدعم أمريكي، حربا على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، أسفرت عن أكثر من 137 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.