قال الخبير الدولي في هندسة المياه واستاذ هندسة المياه في الجامعة الاردنية وجامعة الزيتونة الدكتور رضوان عبد الله الوشاح ، إن الأردن يفتقر لوجود استراتيجية مائية واضحة وهو ما يسهم في تفاقم مشكلة شح المياه وصعوبة الموقف.
وبين الوشاح خلال الندوة التي نظمتها جمعية خريجات مدرسة السلط الثانوية للبنات بالتعاون مع مديرية ثقافة البلقاء والتي عقدت بهيئة شباب كلنا الاردن بمدينة السلط أن هنالك فرقا كبيرا بين كميات المياه التي تُضخ والتي تستهلك بنسبة فاقد بشقيه الاداري والفني يقدر بـ 50%.
واشار الدكتور الوشاح الى ابرز التحديات التي تواجه قطاع المياه بالأردن والتي تتمثل بقلة الهطول المطري والنمو السكاني والهجرات القسرية وتلوث مصادر المياه، إضافة إلى ضعف وتقلب الاستراتيجيات والمؤسسية والكوادر البشرية المتدربة والتغييرات المناخية وصعوبة التمويل والموارد المالية.
وبين الوشاح انه يوجد في الاردن 15 سدا رئيسيا بنسبة تخزين تتراوح مابين 30 الى 70 % بواقع 288 مليون متر مكعب، ويعد سدّي الوحدة والملك طلال من اكبر السدود سعة، موضحا انه ونتيجة لاستغلال معظم المياه السطحية في الاردن فان هنالك توجها لدى وزارة المياه والري لانشاء سدود جديدة بكلفة ما يقارب 50 الى 60 مليون دينار، مشيرا الى كمية المياه الجوفية في الاردن والتي تبلغ 500 مليون م3 مقابل استهلاك يقدّر بـ 900 مليون م3 أي ما يعادل ضعف الكمية والذي يحتاج الى وقفة جدّية من المعنيين بهذا القطاع لوضع حلول قابلة للتطبيق ومعالجة المشكلة القائمة.
وعرض الوشاح التوصيات للمعنيين بقطاع المياه حسب واقع الحال منها ضرورة تغطية الشح المائي والذي يبلغ 500مليون م3 سنوياً من خلال السحب الجائر للمياه الجوفية وتقنين استخدام المياه وخاصة بالري، إضافة الى ضرورة استغلال الفرصة باستثمار 100مليون م3 من المياه السطحية من خلال انشاء سدود جديدة ومشاريع الحصاد المائي، فضلاً عن تقليل الفاقد في شبكات مياه الشرب والري والذي يبلغ 50% وتبلغ 300 مليون سنوياً والتي تعد أولوية وطنية ومشروعا مُجدِيا ومُلِحا.
من جانبه خبير الطاقة الاستاذ عامر الشوبكي، انتقد عدم وجود استرتيجيات واضحة للوقوف على التحديات التي تواجه قطاع الطاقة الناتجة عن محدودية الوضع الاقتصادي، إضافة الى وجود جوار ملتهب والذي وضع الاردن في خانة ضعيفة.
وأشاد الشوبكي بموقف الاردن جراء الغاء اتفاقية الطاقة مقابل المياه والتي تقدر ب4 مليارات دولار ليصل المتر بسعر 2.5 دينار اردني فضلاً عن تخوف على مستقبل الاردن.
ودعا الشوبكي الى استغلال المنح التي تأتي للأردن والتي تذهب الى قطاع المياه للنهوض بالاردن وضمان عدم التضييق عليه مستقبلاً. وكان النائب السابق جمال قموه قد دعا الحضور من ابناء المجتمع المحلي لقراءة الفاتحة على ارواح شهداء غزة . وأكد قموه على ان قطاعي المياه والطاقة قطاعان مهمان يتطلبان وقفة جادة وتبني استراتيجيات وطنية لمعالجة الخلل خاصة في ظل استيراد 95% من الطاقة من الخارج والتي يعتمد عليها بتسعير السلع.
منسق هيئة شباب كلنا الاردن مهند الواكد ألقى كلمة ترحيبية أكد خلالها على ان مقر الهيئة يعد بيتا لكل ابناء المجتمع المحلي.
رئيسة جمعية خريجات مدرسة السلط الثانوية للبنات الناشطة الاجتماعية رويدة ريالات أوضحت بان الجمعية ارتأت بحث موضوع المياه والطاقة والذي يعاني من تحديات واستضافة مختصين لهم باع طويل بهذا المجال لمناقشة التحديات والخروج بتوصيات.
