من داخل “بيت طُلبة” بمدينة كرداسة بمحافظة الجيزة في مصر، بدأت هواية عائلية في صيد وتربية الحيوانات والزواحف، ثم سرعان ما تحولت إلى مهنة وتجارة على مدار سنوات طويلة، لتنتهي بإنشاء أول حديقة حيوان خاصة داخل بيت في مصر.
قصة عائلة طلبة مع الحيوانات
وأكد صلاح طلبة، مالك حديقة “أفريكانو طلبة”، أنه ورث مهنة تربية واصطياد الحيوانات من والده وجدّه، حيث تعمل عائلته في هذه المهنة منذ أكثر من 200 سنة، وبدأت معهم كهواية في البداية لإظهار الشجاعة في صيد الحيوانات.
وأضاف أن جدّه كان الصياد الخاص بالملك فاروق الأول، وكان يحتفظ بالثعابين والزواحف والثعالب في منزلهم، ولذلك منذ نشأته اعتاد على وجود الحيوانات حوله، حتى في غرف النوم، بحسب 24 الامارات.
فكرة إنشاء الحديقة
بمرور الوقت وازدياد شهرتهم في صيد الحيوانات، تحوّل الأمر من هواية لمهنة، حيث بدأت كليات الطب والعلوم والصيدلة في التواصل مع العائلة لتوريد فئران وضفادع وأرانب للتجارب العلمية.
واستمر صلاح طلبة على نهج والده وجدّه، وطوّر مهنة العائلة بإنشاء معرض للحيوانات، ثم توسّع فيه حتى أصبح حديقة “أفريكانو طلبة” الشهيرة، التي أنشأها في منزله، ولاحقاً انتقلت أسرته من المكان حتى يتاح للعمّال الإقامة في المكان لرعاية الحيوانات. ويبيت معهم أيضاً، فلا يأمن ترك الحيوانات دون وجوده هو وأولاده.
علاقة خاصة بالأسود
ونظراً لعدم وجود حديقة حيوان دون أسود تجذب الزوار، اشترى صلاح طلبة أسوداً من حديقة حيوان الجيزة، قبل أن يصدر قرار رسمي بإلغاء بيع حيوانات الحديقة في وقت لاحق.
واعتمد “طلبة” على تكاثر الأسود لديه، والتي يفضّل إطلاق أسماء عليها لتوطيد العلاقة بينه وبينهم، مثل الأسد “عُدي” وأنثاه “نانسي”، وكذلك “يارا” التي اختار لها هذا الاسم تيمناً باسم حفيدته. ولم يكتف بذلك بل أصبح يصدّر أسوداً والكثير من الحيوانات للخارج أيضاً، تحت إشراف وزارة الزراعة المصرية.
توسع الحديقة
ورغم توسع الحديقة، وازدياد عدد حيواناتها، واستعداده لنقلها خلال عدة أشهر لمدينة 6 أكتوبر على مساحة 10 أفدنة، يحرص صلاح طلبة على التواجد يومياً مع الحيوانات هو وأولاده، ورعايتهم وإطعامهم مع العمال.
كما يشرف بنفسه على بعض الزواحف، مثل الكوبرا والأفاعي شديدة الخطورة، والتي يمنع عمّاله من التعامل معها، بل يقوم على رعايتها وإطعامها بنفسه.
ولا تقتصر حيوانات الحديقة على الأنواع المصرية فقط، بل هناك أيضاً حيوانات مستوردة، مثل النسناس المستورد من السودان، وقرد من أمريكا، والقرد البابون من غانا ونيجيريا، وأبو الشوك من الجزائر.
وأكد صلاح طلبة أنه لا يتخيل حياته دون الحيوانات، أو أن يمر عليه يوم دون رؤيتهم، فقد تعلّق بهم ويحبهم منذ طفولته، وقضى عمره كله بينهم حتى الآن، مؤكداً أنه تعلم منهم الصبر والتفهّم الكبير، فتربية الحيوان تحتاج إلى المحبة وليس العنف، لأن الحيوان يشعر بما يكنّه صاحبه له، على حد قوله.