كتب: عبد الرحمن الجيوسي
يأتي افتتاح معرض سوفيكس 2024 في العقبة ضمن لحظة إقليمية حرجة، حاملاً دلالات استراتيجية عميقة تعكس رؤية الأردن لدوره المحوري في المنطقة، والوقف على منجزات القوات المسلحة الأردنية في المجال العسكري، وتعزيز قدراتها وحرفيتها في مواكبة المتطلبات الراهنة والمستقبلية في ظل التحديات الإقليمية.
وللمرة الثانية على التوالي وفي سياقٍ إقليمي مضطرب، جاء افتتاح هذا المعرض وسط تصاعد التوترات على الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومخاوف تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية الى دول الجوار، حاملاً رسالات مهمة تتجاوز البعد العسكري والتكنولوجي المعتاد لمثل هذه المعارض، والتأكيد على أن الأردن دولة آمنه وذات موقع استراتيجي بين دول الشرق الأوسط.
وكلاعب رئيسي في المعادلة الأمنية الإقليمية، وفي هذا التوقيت بالذات تبرز أهمية الأردن من خلال هذا المعرض الذي حمل عنوان “التعاون والتلاقي لتوطيد الأمن العالمي” بهدف تعزيز العلاقات الأمنية والعسكرية مع الدول الصديقة والحليفة، وعكس رغبة الأردن في تعزيز أمن واستقرار المنطقة.
وعلى الرغم من موقف الأردن الوسطي في أي معادلة عسكرية، وحمله رسالة السلام الدائم إلى العالم، وأنه لن يقحم نفسه في أي صراع خارجي، جائت المسيرة “شاهين” التي عرضت في معرض سوفيكس أردنية الصنع، رسالة ضمنية بأن الأردن يتابع عن كثب التطورات الإقليمية، وأنه جاهز لمواجهة التهديدات المحتملة على واجهاته الحدودية، وأنه مستعد لمواجهة التحديات الأمنية بقوة رادعة.
وجاء اختيار العقبة لاستضافة هذا المعرض انسجاماً مع رؤية الأردن في خلق توازن بين الأمن والتنمية، فالعقبة ليست موقعاً استراتيجياً فقط، بل منطقة تنموية مهمة تسعى من خلالها الاردن إلى تطويرها كجزء من خططه الاقتصادية الطموحة، ليرسل رسالة مفادها أن التنمية الاقتصادية والأمن الوطني ليسا منفصلين، بل متكاملين ومنسجمين.
ويشكل دعم وتطوير هذه الصناعات أولوية قصوى في تعزيز مكانة الأردن كشريك موثوق في الصناعات الدفاعية على مستوى المنطقة والعالم، ويوفر “سوفيكس” فرصة لدعم الصناعات الدفاعية الأردنية وتطورها التكنولوجي أمام الجمهور العالمي، ليكون بذلك التعاون الوثيق بين الدول أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى.
جدير ذكره ان مدينة العقبة شهدت مؤتمرات أمنية سابقة، من بينها مؤتمر “الشباب ومسؤولية الأمن الوطني” في نسخته الخامسة نهاية العام الماضي، كما استضافت قبل نحو عام ونصف اجتماعًا مهمًا ضم السلطتين الفلسطينية والإسرائيلية، بحضور ممثلين عن الولايات المتحدة ومصر.