يسابق مترشحو الانتخابات البرلمانية في إربد، الزمن، في محاولة لاستغلال الأيام القليلة المتبقية من الحملة الانتخابية التي تنتهي في التاسع من الشهر الحالي، وذلك قبل دخول مرحلة الصمت الانتخابي وإجراء الاقتراع في اليوم الذي يليه.
ويواصل مترشحون في دائرتي إربد الأولى والثانية، اللتين خصص لهما 15 مقعدا نيابيا، إقامة المهرجانات الخطابية وافتتاح المقرات الضخمة، ومحاولة دعوة أكبر عدد من المواطنين لإظهار قوة المترشح، في حين اكتفى آخرون بافتتاح مقرات متواضعة وبالزيارات الميدانية، لاعتبارات تتعلق بالقدرة المالية.
وخلال الأسبوع الماضي فقط، أقيمت في محافظة إربد، عشرات المهرجانات الخطابية التي تخللها توزيع الحلويات والعصائر، وسط حضور لافت من المواطنين للاستماع إلى كلمات المترشحين في القوائم الانتخابية المحلية، بينما القوائم العامة تشهد فتورا مقارنة بالقوائم المحلية.
وتأتي هذه المهرجانات الكبيرة التي يقيمها بعض المترشحين، لاستقطاب الناخبين والحصول على أصواتهم، على اعتبار أن حضور الحشود الكبيرة يعد مؤشرا على قوة القائمة وقدرتها في الوصول إلى مقاعد برلمانية.
وقال الناشط محمد الجراح “إن المهرجانات التي يقيمها المترشحون هي استعراضية بالدرجة الأولى، في محاولة لإظهار قوة القائمة أمام منافسيها من القوائم الأخرى”، لافتا إلى “أن المواطن حسم مرشحه منذ أسابيع، وبالتالي فإن تلك المهرجانات لا يمكنها بأي حال من الأحوال تغيير اتجاه الناخب تجاه مترشحه”.
وأشار الجراح، إلى أن “المهرجانات الانتخابية في هذه الدورة تشير إلى القدرة المالية للمترشحين، خصوصا أن كلفة إقامة هذه المهرجانات مرتفعة من استئجار الكراسي وتقديم الحلويات والعصائر ومكبرات الصوت وشاشات العرض والخيم وغيرها”.
وقال “إن المهرجانات باتت لشحذ الهمم وتعزيز الترابط بين مترشحي القوائم الانتخابية التي أفرزتها انتخابات داخلية عشائرية أفضت إلى تحالفات عشائرية بين مترشحي بلدات المحافظة التي تشهد تنافسا من دون ما يعكر صفو الأمن”.
من جهتها، تقول المواطنة هالة “إن المترشحين يقومون بتأمين المواصلات إلى مواقع المهرجانات بهدف حشد أكبر عدد من المواطنين”، لافتة إلى أن “حضور المواطنين لتلك المهرجانات عادة ما يكون مجاملة للمترشحين في حال فوزهم بالمقعد النيابي”.
وأشارت إلى أن “هناك مواطنين لم يحسموا أمرهم تجاه أي من المترشحين الذي سيمنحونه صوتهم، وبالتالي تجدهم يتنقلون بين جميع المهرجانات الانتخابية بهدف الاستماع إلى البيانات الانتخابية وبرامج المترشحين، وبعدها يحسمون أمرهم بالتصويت”.
وبحسب أحد المترشحين عن دائرة إربد الأولى، فإن “الهدف من المهرجانات هو دعوة المواطنين إلى موقع واحد لاستعراض البرامج وسيرة المترشحين، في ظل عدم قدرتهم على الوصول إلى جميع الناخبين بسبب اتساع الدائرة الانتخابية”.
وأضاف “أن المؤازرين والقائمين على الحملات الانتخابية يوجهون الدعوة لجميع الناخبين في الدائرة الانتخابية سواء كانوا من المؤيدين للمترشح أم لا، فتكون الدعوة عامة في مختلف الوسائل سواء من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر المكالمات الهاتفية”.
وبين “أن حضور الناخب للمهرجان الانتخابي لا يعد التزاما بالتصويت لصالحه، ولكن من حق الناخب أن يذهب لكل المهرجانات والاستماع لكل البيانات الانتخابية حتى يقتنع بأحدهم”.
واعتبر “أن المهرجانات تعد مساحة للمترشح باستعراض برنامجه الانتخابي، وهي فرصة لجمع جميع المترشحين في مكان واحد، خصوصا أن المترشحين بالقائمة نفسها ينافسون بعضهم بعضا في الحصول على أعلى الأصوات للظفر بالمقعد النيابي”.
وبلغ عدد المترشحين في دائرة إربد الأولى 96 مترشحا، منهم 12 سيدة ترشحن على مسار الكوتا النسائية، فيما بلغ عدد المترشحين عن دائرة إربد الثانية 76 مترشحا، منهم 11 سيدة ترشحن على مستوى الكوتا و4 على مستوى التنافس.
ويبلغ عدد الناخبين في دائرة إربد الأولى حسب الجداول النهائية، 575 ألف ناخب وناخبة موزعين على 187 مركز اقتراع وفرز و698 غرفة اقتراع وفرز، فيما بلغ عدد الناخبين في دائرة إربد الثانية حسب الجداول النهائية 330 ألف ناخب وناخبة موزعين على 110 مراكز اقتراع وفرز و501 غرفة اقتراع وفرز.
أما عدد المقاعد المخصصة لدائرة إربد الأولى، فهو 7 مقاعد تنافس ومقعد للكوتا النسائية، وتضم دائرة إربد الأولى ألوية القصبة وغرب إربد والوسطية والرمثا وبني كنانة، فيما عدد المقاعد المخصصة لدائرة إربد الثانية هو 7 مقاعد، منها مقعد مسيحي وآخر للكوتا النسائية، وتضم دائرة إربد الثانية 5 ألوية هي بني عبيد والمزار الشمالي والكورة والطيبة والأغوار الشمالية.