اخبار ع النار – بقلم : رشا عبد الوهاب نجار ( مشرفة تربوية )
كلنا يعلم المستوى الذي وصلت إليه سطوة وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي، وقدرتها على تحويل كل شيء وأي شخص إلى مادة مادة إعلامية موجهة، فأصبحنا مدفوعين إلى الشهرة والثراء والجاذبية والنجاح والجمال، وصرنا نرى المعدلات الخرافية لرواتب الرياضيين والممثلين، حتى أصبح عائد المليون ليس مستغربا.
و التركيز على الغنى والجمال أصبح يولد ضغطاً على طلابنا، وبدلاً من البحث عن المعرفة ، صار يبحث وراء الشهرة والثراء وكل ما يرتبط فيهما..
لم تعد صورة المعلم انعاكساً لكونه مكمناً للحكمة والمعرفة، ولم تعد صورة الطالب المتلقي عديم القوة هي الصورة المثالية السائدة في ميدان هذا الإنفجار المعرفي، حتى أصبحت علاقة (المانح والمستخدم) علاقة باطلة بالية…
كان المعلم من أعظم النماذج التي يقتدى بها ، أما اليوم، تغير المنافس، وتغيرت الرؤى ، ليصبح البطل الرياضي والممثل وكل المشاهير التي تروج لهم وسائل الإعلام، ووسائل التواصل رمزاً وقدوة يتاق للوصول إليها بصفته مصدراً للثروة أو الجمال طبعا، بغض النظر إن كان مصدراً للمعرفة أم لا، وبالتالي لم يعد للمعلم موطيء قدم في ساحة هذا التنافس، وأصبح مثيراً للضجر والرّجعية، وبالتالي تراجع احترامهم له…
إن إحدى أهم العوامل و المشاكل التي يواجهها المعلم لا تعدو كونها أعراضا مزمنة، ومحاولات معالجتها لن تغير من الواقع في كثير من الأحيان، بل سوف تظهر أعراضاً جديدة قبل أن تنجح في إتمام علاج الأعراض القديمة…
إن هذا المأزق يجب أن يُلهم المعلم لتقديم قدراً كبيراً من الإبتكار والتجديد والبحث، ويدفعه نحو إعادة النظر في دوره ودور الطلبة في العملية التعليمية التعلمية، ويجعله يقف مطولاً أمام ميدانه ليُعيد ما سلبه الإعلام بالإعلام، ويُقيّم مسيرته بطرح ما يتجنبه من أسئلة مصيرية:
من أنا كمعلم؟
ما هو الدور الذي يجب أن ألعبه كعامل في مجال المعرفة، وفي عصر المعرفة؟
ما الذي احتاج إليه كمعلم؟