تلقى الاقتصاد الإسرائيلي ضربة جديدة بعد تضييق الخناق على حركة التجارة البحرية الإسرائيلية من قبل جماعة الحوثي اليمنية، فمن استهداف السفن الإسرائيلية إلى استهداف جميع السفن التي تنقل البضائع والنفط إلى إسرائيل اتسعت خسائر الاحتلال وتأثرت حركة التجارة البحرية منه وإليه بشدة.
وتضطر السفن المتجهة لإسرائيل على السير برحلة طويلة جدا حول راس الرجاء الصالح أي بعبارة أدق تمتد مسافة الرحلة من ألفي كيلو متر بين باب المندب إلى خليج العقبة لتصل إلى 22 ألف كيلو متر للالتفاف حول راس الرجاء الصالح مرورا بالمحيط الأطلسي والبحر الأبيض إلى ميناء أسدود.
قال الحوثيون في اليمن، السبت، إنهم سيمنعون مرور السفن المتجهةِ إلى إسرائيل، إذا لم يدخل لقطاع غزة حاجته من الغذاءِ والدواء وستصبحُ هدفًا مشروعًا لهم.
وحذر الحوثيون جميعَ السُّفُنِ والشركاتِ من التعاملِ مع الموانئِ الإسرائيلية، وقالوا إنهم حريصون على استمرارِ حركةِ التجارةِ العالمية عبر البحر الأحمر ولكافةِ الدولِ عدا السُّفُنِ المرتبطةِ بإسرائيل أو التي سوفَ تقومُ بنقلِ بضائعَ إلى الموانئِ الإسرائيلية.
واقتصاديا تشير زيادة مسير الرحلة بحريا إلى ارتفاع كلف الشحن البحري وكلف التأمين واتساع فترة الرحلة البحرية من موانئ آسيا لتصل إلى خمسين يوما بدلا من أسبوع واحد عبر مضيق باب المندب مرورا بالبحر الأحمر.
والحوثيون هم إحدى جماعات عدة في “محور المقاومة” المتحالف مع إيران والذي يستهدف أهدافا إسرائيلية وأميركية منذ العدوان الإسرائيلي.
ويواجه مضيق باب المندب حوادث عدة منذ بداية العدوان على قطاع غزة في 7 تشرين أول 2023 للضغط على إسرائيل لإيقاف العدوان وإيصال المساعدات حيث جرى اعتراض ومهاجمة سفينتين هما يونيتي إكسبلورر وسفينة “نمبر 9″، بطائرة مسيرة مسلحة وصاروخ بحري، بالإضافة إلى إعلان الحوثيين في تشرين الثاني الماضي عن استيلائهم على سفينة “غالكسي ليدر” واقتيادها إلى الساحل اليمني، واحتجاز طاقمها، ولا تزال السفينة ترسو في ميناء الحُديدة في اليمن منذ نحو ثلاثة اسابيع، واخيرا إعلان تنفيذ عملية عسكرية استهدفت الناقلة التجارية ستريندا.
يذكر أن الحوثيين احتجزوا السفينة “غالكسي ليدر”، التي يمتلكها رجل الأعمال الإسرائيلي رامي أنغر، وهو مؤسس شركة Ungar Holdings LTD ومؤسس ومالك شركة Ray Shipping LTD، إحدى أكبر مستوردي السيارات في إسرائيل.
قال الحوثيون في وقت سابق إنهم نفذوا عملية عسكرية استهدفت الناقلة التجارية ستريندا التي ترفع علم النرويج، وذلك في إطار تحركات تتخذها الجماعة المتحالفة مع إيران لدعم غزة.
ويعتبر مضيق باب المندب من أهم المضائق في العالم حيث يمر من خلاله قرابة 15% من حجم التجارة العالمية، وأكثر من ستة ملايين ونصف المليون برميل نفط يوميا، وأكثر من سبعة في المئة من إجمالي تجارة البترول، هذا و تعبر ما يزيد عن اثنين وعشرين ألف سفينة منه سنويا.
وتسعى الولايات المتحدة ودول أوروبية عدة لإنشاء تحالف عسكري لحماية طرق التجارة البحرية في المضييق وهو ما يثير المخاوف من نشوب صراع دولي هناك يؤدي إلى إغلاق المضيق وتلقي حركة التجارة العالمية ضربة قاصمة.