نظمت جماعة عمان لحوارات المستقبل، ندوة حوارية تحت عنوان ” التراث الشعبي الفلسطيني في مواجهة الادعاءات الإسرائيلية ” تحدث فيها المتخصصان في التراث الشعبي الفلسطيني ” حسين نشوان ونوال حردان، وذلك في إطار مشروعها لإحياء التراث الشعبي الفلسطيني .
وقال حسين نشوان إن الزي الشعبي الفلسطيني يمثل علامة مهمة في الهوية الوطنية لارتباطه العميق بالجغرافيا والتاريخ الإنساني، إذ يعكس الذاكرة التاريخية التي تشكل وعي الهوية ووسيلة التعبير الرمزي والجمالي عنها.
وأضاف ان الثوب الفلسطيني المطرز يعد جزءا من الصراع الذي انتقل من الساحة العسكرية إلى ساحة القماش، ولاسيما بعد سعي الاحتلال الإسرائيلي لاغتصاب الزي بدلالته ورمزيته الحقيقية والمعنوية، عندما اختارت شركة الطيران الإسرائيلية الزي المطرز زيا رسميا لمضيفات “العال”.
وبين ان الثوب الفلسطيني يعود بتاريخه لعشرات آلاف السنين بدلالة احتواء الثوب الكنعاني القديم لشكل من أشكال التطريز، أهمها وجود عرق من عروق التطريز فيه لزهرة الترمس التي عرفت كشعار للكنعانيين ، إضافة إلى أن التطريز يعد سمة من سمات أزياء الحضارة في دول حوض البحر الأبيض المتوسط،مؤكدا أن الزي دخل ساحة المعركة والصراع بأدوات جديدة، ودخل منصة العمل السياسي بلغة وخطاب جديدين، وفق حرب استبدلت الرمزيات التراثية وعلاماتها بالرصاص، للدفاع عن كينونتها .
وختم نشوان ان للرمزيات في معركتنا مع العدو الإسرائيلي أهمية تسهم بحسم الصراع، مشيرا إلى حضور الثوب والكوفية الفلسطينية في كل مسيرات ومظاهرات الشعوب المؤيدة للقضية الفلسطينية في تحولاتها الكبرى انتصار للحق الفلسطيني .
من جانبها، أشارت الحردان إلى مجموعة من حالات سرقة أشكال التراث الشعبي الفلسطيني من قبل مؤسسات وأفراد الكيان الإسرائيلي، موضحة ان الشعب الفلسطيني له خصوصية في التمسّك بتراثه؛ لأنه يوثّق به الحقوق التي سلبت منه، وحرم منها، فهو مشروع مقاومة.
و أضافت ان العدو الإسرائيلي أراد سرقة الزي الشعبي الفلسطيني، حيث قامت النساء اليهوديات بارتداء الزي الفلسطيني القديم الذي وجدنه في خزانات ملابس النساء اللواتي تعرضن للتهجير عام 1948 ، إلا أن ذلك كان سببا في تشكيل الفلسطينيات تطريزات جديدة دامجة لكل الجهات والمناطق الفلسطينية ” ودمج التطريزات الفلسطينية في ثوب واحد”بشكل اكبر وبطريقة تعبيرية عن الهوية الفلسطينية الحقيقية وبهذه الطريقة صار التعرف على النساء الفلسطينيات وتميزهن عن اليهوديات اللواتي كن يرتدين الأثواب ذات التطريز القديم والذي يكشف عن منطقة واحدة فقط .
واوضحت ان إسرائيل سعت على الاستحواذ على الأثواب المزركشة القديمة لأرشفتها في الموسوعات العالمية لعرضها في المعارض على أنها تراث إسرائيلي، إضافة إلى سرقة دولة الكيان للمصكوكات والنحاسيات المعدنية ومصنوعات الفخار وادوات زجاجية تراثية ومنتجات فنية ، ووضعها في مختلف المتاحف الاسرائيلية لتنضم الى ما يسمى التراث الشعبي الاسرائيلي .
وعرضت الحردان أمثلة من ألوان الغناء الشعبي الفلسطيني المدرج تحت لون أغنيات المناسبات كالافراح وتوثيق الأحداث و المناسبات الوطنية ،لافتة إلى حالات سرقة صهيونية لالوان من ألوان الغناء مثل ظهور فرق إسرائيلية تغني الدلعونة بلهج عبرية على انغام الشباب والأرغول .
وختمت الحردان بمجموعة من التوصيات لمواجهة محاولات العدو الإسرائيلي سرقة التراث الشعبي الفلسطيني وإدعاءاته الباطلة بأنها جزء من تراثه الشعبي.