تُعرَفُ ألأحزاب بالرِجال .. سُحقاً لذاك !!!
قديمًا قالت العرب يُعرفُ الرجال بالحق ولا يُعرفُ الحق بالرجال فإذا عرفت َ الحق عَرفتَ رجاله وإذا كانت هذه العبارة قَدْ قالتها العرب لِما قالتها فيهِ فأنني قَدْ أسقطتها على الواقع الانتخابي للأحزاب في الأردن في أيامنا هذه !! .
فما نُشاهده مِنْ تلوث بصري في شوارعنا مِنْ صُور للسادة المُترشحين للانتخابات النيابية يكاد أن يَصلَ فينا إلى حَدّ الغثيان !! فَمن مُرشح لا زال يستخدم صورة له وهو في عُمرِ العشرينات إلى سيدة مُترشحة لَمْ تترك في وجهها موضعًا لأمر طارئ قَدْ يُصيبها لِما قَدْ أحدثته مِنْ قَصّ ولصق وإضافة !! وكلاهما لَمْ يَتركا لفنون ( الفوتوشوب ) والقائمين عليه مِنْ مُجرّد أملٍ في صورةٍ طبيعة !! وإذا كُنّا كناخبين نلتمس بعض الأعذار لِمُترشحي القوائم المحلية في التركيز على الصورة الشخصية لهم وذلك للفراغ السياسي والخواء البرامجي لهم !! فإنّ الأمر يغدوا مِنْ الصعوبة بمكان القبول به للقوائم الحزبية ألتي كان الاساس في إعطائها هذا العدد الكبير مِن المقاعد النيابية هو وجود برامج ومشاريع تسعى إلى خدمة الوطن والمجتمع والمواطن !! .
وإذا كانت الأحزاب تقوم على أشخاص معينين وتُرَوج لنفسها مِنْ خلال هولاء الرجال فأي فائدة سنجنيها مِنْ هكذا أحزاب ؟ وأين البرامج لهذه الأحزاب ؟ ولماذا لَمْ نرى حزبًا مِنْ هذه الأحزاب يُروج لفكرهِ السياسي ونشاطهِ المجتمعي ؟ وَمَن مِنْ المواطنين إذا ما سألته عَنْ حزب ما سيستطيع معرفته ؟ وَلكن إسأل عَنْ أحدهم مِنْ أصحاب الأحزاب فستجد الكثيرين يُجيبونك !! .
أحزابنا أو قُل أحزابهم هيَ الخديعة الكُبرى !! فلا القائمين عليها إستطاعوا صناعة فكر حزبي جاذب ولا الأحزاب ذاتها إستطاعت تسويق نفسها كمشاريع سياسية يسعى المواطن الى الانضواء تحت أفكارها !! .
وأنتم يا أصحاب الصُوَرِ الجميلة والمُرَكّبة والمُنَمّقَةِ وَقَد ملأتم علينا شوارعنا وحاراتنا ومدننا !! هَلْ أرحتمونا مِنْ صوركم وَقَدمتم لنا ما عندكم مِنْ مشاريع وبرامج ؟ نحن يا هداكم الله لا نسعى ولا نبحث إلى توطيد النَسَب بيننا وبينكم !! ولا نسعى الى الدخول في مسابقات للجمال !! ولا نبحث عَنْ العيون الأكثر زُرقَة ولا الشَعر الأكثر سوادًا ولا الوجه الأكثر بياضًا ولا الشفتين الأكثر إحمراراً !! نحن نسعى إلى بناء وطن ونهضة مجتمع .
لا تُدمروا كُلّ شيءٍ في الأردن وتذكروا أنّ الشعب يبحث عَنْ الفكر الأجمل والعقل الأرجح وحينها فقط لا تأتوا إلينا بل نحن سنأتيكم .
المحامي فضيل العبادي
رئيس اللجنة القانونية / مجلس محافظة العاصمة