قال المتحدث العسكري باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، مُحرّضا على مراسل قناة “الجزيرة” في غزة، أنس الشريف، إنّه: “صوت وصورة الكذب. واضح أن تكون فخرًا بهم. يغطّي على جرائم حماس والجهاد في الاحتماء داخل المدارس”.
وتابع أدرعي، عبر تغريدة له، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “إكس”: “أنا مقتنع أن أنس الشريف يعرف عددا كبيرا ممن قتل داخل مدرسة التابعين من مخرّبي حماس بأسمائهم، لكنه يتحرك في مسرحية إعلامية كاذبة بدوافع لا تمت لسكان غزة بصلة”، ما خلّف موجة استنكار كبيرة، ومطالب مُتسارعة بضرورة حماية الصحفي الفلسطيني، من التحريضات الإسرائيلية ضدّه.
وفي السياق نفسه، تسارعت التنديدات بتصريحات المتحدث العسكري باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، على التعليقات التي صاحبته تدوينته، فيما توالت المطالب بضرورة الحماية العاجلة للصحفي الفلسطيني، أنس الشريف.
وأدانت شبكة “الجزيرة” تصريح المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، واعتبرته بـ”مثابة عمل صارخ من الترهيب والتحريض ضد زميلنا أنس الشريف. إن هذه التصريحات لا تعد فقط هجوما على شخصية أنس ونزاهته، بل هي محاولة واضحة لخنق الحقيقة وإسكات أولئك الذين يغطون الأحداث بشجاعة من غزة”.
وأكّدت “الجزيرة” عبر بيان لها، التزامها بـ”دعم صحفييها، وهم يواصلون التمسك بمبادئ الصحافة الحرة والعادلة، رغم المخاطر التي يواجهونها”، مردفة: “لن تتراجع الجزيرة أمام التهديدات، وستستمر في تسليط الضوء على حقائق الصراع، لضمان أن يسمع العالم أصوات من يعانون”.
“مثل العديد من زملائه الشجعان، يلتزم أنس الشريف بكشف الحقائق على الأرض ومشاركتها، مهما كانت صعوبة أو خطورة الظروف. إن عمله ينبع من شعور عميق بالمسؤولية تجاه أهالي غزة والحقيقة، وليس من أي أجندة سياسية”، تابع البيان نفسه.
وأضافت: “إن الصحفيين مثل أنس ينقلون معاناة الإنسان التي يشهدونها، لضمان أن يرى العالم عواقب العنف والصراع. إن الادعاء بأنه جزء من “مسرحية إعلامية” يتجاهل حقيقة أن تغطيته تعطي صوتًا لمن لا صوت لهم، وتوجه انتباه العالم إلى الفظائع المرتكبة بحق المدنيين”.
وكان الصحفي، أنس الشريف، قد أكّد خلال تغطيته لما اقترفه جيش الاحتلال الإسرائيلي من مجزرة، فجر السبت: “إن جثامين الشهداء أحرقت وتناثرت إلى أشلاء متفحمة تتكدس في منطقة المصلى، وتناثر بعضها في فناء المدرسة، بسبب قوة القصف الذي استهدفهم في أثناء أدائهم صلاة الفجر”.
وتابع بأن “الحصيلة المذكورة في البيانات الرسمية هي حصيلة أولية، وأن العدد الحقيقي للشهداء سيكون أكثر مما هو معلن حتى الآن”، مبرزا الأوضاع كارثية في المستشفى الأهلي العربي، الذي نُقل إليه الجرحى والمصابين.
ووصف المشهد المزري بالقول: “حيث لا توجد أسرة للمرضى، وتعجز الطواقم الطبيعة عن تقديم المساعدة الطبية اللازمة لكثير منهم، بسبب نقص المعدات والتجهيزات والأدوية والعلاجات، جراء الاستهداف والحصار والتدمير المستمر الذي يتعرض له القطاع الصحي وغيره في قطاع غزة منذ بداية العدوان في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي”.
كذلك، نقل الصحفي الفلسطيني، الذي تتسارع دعوات ضرورة حمايته من التّحريضات الإسرائيلية السّارية ضدّه، حالة الصدمة والأهوال التي يقاسيها الأهالي وهم يشاهدون أشلاء ذويهم الممزقة وهي تملأ المكان، في حين لم يتم تكفين عشرات الشهداء حتى الآن، وذلك بسبب نفاد الأكفان التي تحولت بفعل أعداد الموتى الذي لا يتوقف في غزة إلى أحد المستلزمات الضرورية التي يحتاجها الغزيون بقوة.
تجدر الإشارة إلى أن عدد ضحايا مدرسة التابعين بمنطقة حي الدرج المتواجد وسط قطاع غزة المحاصر، فجر السبت، ارتفع إلى أكثر من 100 شهيد وعشرات المصابين والمفقودين.
واعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي باستهداف المدرسة، زاعما أن “عناصر وقيادات من حركة حماس كانوا يوجدون فيها”.
من جهته، أكّد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مذبحة داخل مدرسة “التابعين” بمدينة غزة، راح ضحيتها أكثر من 100 شهيد وعشرات الإصابات.
ووسط قصف عنيف يخلّف مئات الشهداء والجرحى بشكل يومي، تتواصل حرب الاحتلال الإسرائيلي على كامل قطاع غزة المحاصر، لليوم الـ309 على التوالي، في ضرب صارخ بعرض الحائط للقوانين الدولية كافة المرتبطة بحقوق الإنسان. وارتفعت حصيلة حرب الإبادة الإسرائيلية إلى 39 ألفا و699 شهيدا و91 ألفا و722 جريحا منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.