بقلم: د. حازم قشوع
وسط تجمع كبير احتوى عشرات الآلاف من الديموقراطيين في ولاية اريزونا، وتأييد عارم من الحضور أجابت مرشحة الرئاسة الأمريكية عن الحزب الديموقراطي الحاكم كمالا هاريس جموع الشباب الذين قطعوا خطابها بهتافات بضرورة وقف العدوان على غزة، فما كان من السيدة هاريس الا وأجابت بقول اشاطركم الرأى يحب وقف النار الآن و عودة الاسرى واضافت انها والرئيس بايدن يعملان على ذلك على مدار الساعة، وهو تصرف يسجل للسيدة هاريس ويحسب لها.
لكن ينبغي على السيدة هاريس أن تقرن اقوالها بافعال حتى لا يطرح السؤال المعتاد ماذا لو لم يستجب نتنياهو لما قالته مرشحة الحزب الديموقراطي الحاكم، كما عمل بالسابق عندما لم يستجب لإعلان الرئيس بايدن بوقف إطلاق النار وراح يغتال شخصيات سياسيه وعسكريه في دول الجوار بعد حملة التصفيق التي طوقته في الكونغرس والتى راح عقبها ليعيث في الأرض فساد بحرب ابادة جماعية تقوم على التجويع والتقتيل، وكما يقوم بإفساد كل جملة إصلاح تحوي عبارة تسويه يمكن البناء عليها لإنهاء هذه الأزمة الانسانية والاخلاقية والسياسية.
وهو العدوان الذي أصبح يشكل عنوان لجرائم الحرب ومحطة لانتهاك القانون بشهادة المحكمة الدولية، لاسيما وان كمالا هاريس بنت القانون وهى قادرة على وضع الأمور فى نصابها الطبيعى فى إطارها الصحيح، وهذا ما يعد أول اختبار فعلى للمرشحه هاريس فى انفاذ القانون الدولي والابتعاد عن دواعي تسييسه !
قرار السيدة هاريس بوقف إطلاق النار يجب أن يكون قطعي وحازم مقرون بشرط ملزم بما يجعله غير قابل للمساومه او المماطلة كما دأب يكون عليه الحال خلال الأشهر العشرة الماضية، على الرغم من تجاوز إسرائيل لكل الخطوط الحمراء واستباحة آلة الحرب الإسرائيلية لكل المحرمات الدولية اثر قيامها بتدمير كامل لقطاع غزة وجرح وقتل أكثر من 150 ألف مدني فلسطيني أكثرهم من النساء والأطفال، والذى كان كل ذنبهم سيدة كمالا انهم يدافعون عن حريتهم وعن حقهم بتقرير المصير و يتشبثون بأرضهم ويرفضون التهجير ليكون جزاؤهم هذا الحصار المطبق اللا أخلاقي واللا إنساني.
وعلى الرغم من محاولات الأردن العديدة منذ اندلاع الأزمة لوقف إطلاق النار بتحويل هذه الأزمة للأطر السياسية بدلا من حرب الإبادة المشتعلة، إلا أن محاولات الأردن كانت دائما تجابه بعنجهية وصلف من قبل شرذمة قليلة فى بيت القرار الإسرائيلي، والتى راحت بدورها تقوم ايضا بوقف حملة الاغاثة الانسانية التى يقوم بها الأردن في البر والجو لتصبح غزة القطاع عنوان لمجاعة وبيئة غير قابلة للعيش و طاردة للسكان، وهذا ما يجب على الإدارة الامريكية استدراكه بشكل فوري وعاجل من اجل التخفيف ما امكن عن الشعب الفلسطيني معاناته نتيجة جرائم الابادة الجماعية التي ترتكب بحقه كل يوم … أن الأمل مازال يحذوا الجميع من إبعاد شبح الحرب الإقليمية وويلاتها عن المنطقة بوقف العدوان على الشعب الفلسطيني من باب قطاع غزة وهى المنطقة التى كانت دائما رسالتها السلام.