أثارت التوترات الأمنية وتكثيف الاستعدادات الإسرائيلية لهجوم محتمل من إيران وحزب الله، رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، والقيادي بحزب الله فؤاد شكر، مخاوف في بعض المناطق في شمالي فلسطين المحتلة، لا سيما حيفا.
وفي كلمته الثلاثاء 6 أغسطس/ آب 2024، قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، إن العمليات العسكرية مستمرة باتجاه أماكن ومستوطنات جديدة، وعلى سكان حيفا الاستعداد لأي سيناريو.
وتقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط في شمال فلسطين، وتبعد عن القدس نحو 158 كيلومترًا إلى الشمال الغربي.
وتمتد حيفا الحالية من المستوطنات اليهودية في الطرف الشمالي وحتى مشارف بلدة طيرة الكرمل إلى الجنوب، ومن رأس الكرمل بالقرب من مقام الخضر حتى مشارف عسفيا عند الطرف الجنوبي الشرقي.
الكاتبة الإسرائيلية عدي هاشموناي، قالت في تقرير على صحيفة “هآرتس” إن السيناريو الذي يحرم العديد من سكان حيفا من النوم، هو احتمال استهداف المصانع البتروكيماوية في المجينة، بما في ذلك مصافي النفط، حيث يتم تخزين كميات كبيرة من المواد الخطيرة هناك.
الكاتبة أضافت أنه بعد أن قامت شركة حيفا للكيماويات بإفراغ خزانات الأمونيا الخاصة بها مؤخراً بعد عشر سنوات من المعركة القضائية، إلا أن قرار إزالة المنشآت الأخرى يشهد تقدماً بطيئاً، مما يبقي التهديد الحالي قائماً.
ونقلت عن أحد سكان المدينة وأحد مسؤولي المجتمع المحلي في حملة تنظيف خليج حيفا رافيت ستوسل، قوله: “أكثر ما يثير قلقي هو وقوع حادث يصيب المواد الخطيرة هنا، نحن نجلس على برميل من المتفجرات، ونخشى فعلاً مما سيحدث هنا”.
وفي عام 2022، أجرت وزارة حماية البيئة مسحاً لم يكتمل للمواد الخطرة، أشار إلى أن في خليج حيفا 1,500 مصدر خطر و800 نوع من المواد الخطرة، وقال أحد سكان حيفا إن نفس المسح فحص الأضرار المحتملة في الأوقات العادية، لكنه لم يفحص السيناريوهات الناجمة عن أي هجوم.
والأسبوع الماضي، وفي أعقاب اغتيال هنية وشكر، أمرت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية العديد من المؤسسات في الشمال بتقليص مخزونات المواد الخطرة في مواقعها والحد من نقلها عبر الطرق البرية، لكن المنظمات البيئية تشعر بالقلق من أن هذه التدابير غيرُ كافية.
ويضيف ستوسل، أن هناك العشرات من الشركات التي تعمل بالمواد الخطرة، فضلاً عن حقل الغاز، وكلها تقع في نفس المنطقة.
البتروكيماويات لا تشكل مصدر القلق الوحيد
بحسب الكاتبة، فإن البتروكيماويات لا تشكل مصدر القلق الوحيد بالنسبة لسكان حيفا، إذ يشعر أحد سكانها بالخوف أن تتعرض المباني السكنية وبعض الأحياء فيها للهجمات، لا سيما أنه لا يوجد بها سوى مدخل ومخرج واحد.
ونقلت عن أحد سكان حيفا قوله: “يكفي أن يتم إغلاق طريق واحد يؤدي إلى أحد الأحياء لأي سبب من الأسباب، للتسبب بمشاكل خطيرة إذا أصبح من الضروري إنقاذ المصابين على سبيل المثال”، مضيفا أن المدينة فيها أيضا العديد من المنشآت العسكرية بالقرب من المباني السكنية.
كما أشار إلى أن “مستشفى رمبام يقع بالقرب من القاعدة البحرية، وتشكل مثل هذه المرافق هدفاً مفضلاً للقصف من لبنان، الأمر الذي يعرض السكان والمرافق المدنية والحيوية للخطر”.
من جهته قال الكاتب يوآف إيتيل، في تقرير على موقع “وللا” العبري، إنه على الرغم من نقل خزانات الأمونيا من المدينة، لكنه من المستحيل القول إنها ليست في خطر، فهناك أسباب عدة تقف خلف توجيه المنظمات أنظارها إلى العاصمة الشمالية.
ونقل عن مساعد رئيس بلدية حيفا، أنه منذ خطاب نصر الله في بيروت في فبراير/شباط 2016، والذي قال فيه: “حيفا لديها 15 طناً من الأمونيا، حيث إن صاروخاً قد يحولها إلى قنبلة نووية، فإن خزان الأمونيا فارغ.
ومع ذلك، تظل الأمونيا واحدة من المواد الكيميائية الصناعية الأكثر شيوعًا وأهمية في العالم، فهي مادة خام للعديد من الصناعات، وتستخدم أيضًا في عملية إنتاج وتخزين العديد من المنتجات، كما أنها ضرورية لإنتاج الأسمدة، كما تستخدم في عمليات التبريد، ولهذا السبب، تحتاج العديد من المصانع في خليج حيفا إلى هذه المادة.
مدينة حيفا جذابة بالنسبة لحزب الله
ونقلت الكاتبة عن مصدر، أنه منذ إفراغ الأمونيا من الخزانات الكبيرة، فإنه يتم استيرادها لمناطق الشمال عبر ميناء حيفا، وللجنوب عبر ميناء أسدود، وتنقل إلى المصانع مباشرة، ولو بكميات قليلة.
بحسب الكاتب، فإن إفراغ الأمونيا لا يلغي التهديد الذي تتعرض له حيفا، وهي مدينة جذابة بالنسبة لحزب الله لأسباب عدة هي:
تعد حيفا ثالث أكبر مدينة في إسرائيل، ويبلغ عدد سكانها 300,000 نسمة أو أكثر.
يوجد فيها تجمعات لمنشآت استراتيجية يريد حزب الله استهدافها، بما في ذلك الموانئ البحرية ومصافي النفط والمقرات العسكرية ومصانع الدفاع ومحطات الطاقة والمرافق التي يتم فيها تخزين كميات كبيرة من المواد الخطرة.
كما أن المدينة غير مستعدة للحرب، فأكثر من سكانها ليس لديهم مأوى على الإطلاق، ويعيشون في مباني ملاجئها قديمة.
وتقول بلدية حيفا، إن المدينة مستعدة لأي سيناريو بما في ذلك حماية السكان من الصواريخ ولأي حادث مواد خطرة، مشيرة إلى أنها أنشأت شبكة كاملة من التدريبات والاستعدادات للحرب، بما في ذلك التعامل مع أي حدث يتعلق بذلك.