عندما تتوقف وتفكر في الأشياء التي قد تجعلك سعيداً، فإلى أي مدى يتبادر إلى ذهنك مفهوم «الارتقاء فوق التحديات»؟ هناك العديد من الأفكار الشائعة حول الصفات الضرورية لتجاوز الأوقات الصعبة، فضلاً عن السمات الشخصية التي قد تساعدك في ذلك.
هل تعاني من يوم سيئ؟ قل لنفسك أن تتوقف عن التركيز على السلبيات. وإذا استمريت في المضي قدماً، فستختفي مشاكلك. في علم النفس، يعكس هذا الموقف مفاهيم مثل «الكفاءة الذاتية» أو الثقة في قدرتك على إتمام مهمة بنجاح، و«الشجاعة» أو القدرة على المثابرة، و«المرونة» أي القدرة على التكيف وتجاوز الضغوط، وكل ذلك مرتبط بمفهوم أوسع وأشمل وهو «القوة العقلية».
مفهوم القوة العقلية
وفقاً لما نشره موقع «سيكولوجي توداي» المعني بالصحة النفسية والعقلية والعلوم السلوكية، فإن هذه الصفات الثلاث (الكفاءة الذاتية والشجاعة والمرونة) جيدة جداً، لكنها لا تكفي بمفردها في الوصول للسعادة، لكن «القوة العقلية» يمكن أن تتنبأ بمجموعة من النتائج الإيجابية التي تتجاوز تلك المرتبطة بهذه المفاهيم الثلاثة.
وحسب الموقع، فإن القوة العقلية مفهوم مشتق من مجال علم النفس الرياضي كوسيلة لشرح كيفية تعامل الرياضيين مع الضغوط والتوترات التي يفرضها عليهم التنافس الشديد والحاجة إلى التدريب.
وباستخدام عينة من الشباب البالغين مكونة من 367 طالباً جامعياً، أجرت جامعة «لندن» استبياناً بالتعاون مع جامعات أخرى بهدف تحديد الصفات الأساسية للقوة العقلية. وجاءت الصفات الستة التي يُمكن اعتبارها «مقاييس على القوة العقلية» كالتالي:
التحدي: فالتحديات عادة ما تبرز أفضل ما لدى الشخص.
الالتزام: حيث يلتزم كل شخص بفعل كل ما يلزم للوفاء بوعوده وتحقيق أهدافه.
السيطرة على المشاعر: إدارة مشاعرك ومشاعر الآخرين مهمة للوصول للسعادة والحفاظ عليها.
السيطرة على الحياة: لا بد أن يكون لديك اعتقاد بأنك تستطيع حقاً أن تسيطر على حياتك.
الثقة في القدرات: عليك الإيمان بأن لديك القدرة على القيام بالأمور، أو على الأقل تستطيع اكتساب القدرات الجديدة التي تحتاجها.
الثقة الشخصية: تستطيع بالثقة أن تؤثر على الآخرين كما تستطيع الدفاع عن موقفك إذا لزم الأمر.
استخدام القوة العقلية لمصلحتك
لا يتعين عليك أن تكون رياضياً للاستفادة من الطرق التي يمكن أن تساعدك بها القوة العقلية على التخلص من بعض مشاكلك، أو على الأقل جعلها أكثر قابلية للتحمل. وهذا يثير تساؤلاً حول كيفية الاستفادة من نقاط قوتك الداخلية؟
وفق الأبحاث، فإن الطريق إلى صلابة أكبر ينطوي على تدخلات تركز على التفكير الإيجابي، وتحديد الأهداف، والتحكم في القلق وفي الانتباه. على سبيل المثال، يمكنك عندما تشعر بالتوتر من أمر ما أن تعمل بعقلك على ترجمة هذا التهديد إلى تحد. وبالقوة والقدرات العقلية يمكن أن ترتقي بمستوى التحدي وتبرز أفضل ما لديك بما يساعدك في توجيه انتباهك إلى الأمر الذي يتسبب في توترك وهزيمته.
في النهاية، إن مراجعة مفهوم السعادة ليشمل الأبعاد الستة للقوة العقلية لديها القدرة على إعطائك رؤى جديدة ليس فقط حول ما يساعدك على تجاوز الأوقات العصيبة، ولكن أيضاً حول كيفية بناء قوتك من الداخل لتنطلق إلى الخارج.