بالتزامن مع تصاعد التوتر بين حزب الله اللبناني وجيش الاحتلال الإسرائيلي، وخشية من توسع حدة الصراع، ورد تل أبيب المرتقب على حادثة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، والتي راح ضحيتها 42 قتيلا وجريحاً، ، دعت عدد من الدول الأجنبية والعربية رعاياها إلى مغادرة الأراضي اللبنانية على الفور.
وفي هذا السياق، دعت السفارة الأميركية في العاصمة اللبنانية بيروت رعاياها لمغادرة لبنان في أسرع وقت.
كما دعت رعاياها ممن لا يريدون مغادرة لبنان للاستعداد للبقاء في أماكنهم لفترة طويلة.
هذا وقال متحدث باسم الخارجية الألمانية: ندعو كل الأطراف خصوصا إيران إلى منع التصعيد بعد هجوم الجولان، وننصح رعايا ألمانيا بمغادرة لبنان بشكل عاجل.
كما أوقفت عددا من شركات الطيران الأجنبية رحلاتها إلى لبنان وسط مخاوف من قصف إسرائيلي، وطلبت فرنسا وكندا والدنمارك والنرويج والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة وأستراليا من رعاياها تجنب السفر إلى لبنان، والمتواجدين على الأراضي اللبنانية المغادرة بشكل فوري “ما دام ذلك ممكنا”.
هذا وأكد حزب الله اللبناني، ان لا دخل له في القصف الذي استهدف مجدل شمس بالجولان المحتل، ونفى مسؤوليته عن الحادثة.
تحذيرات
ولاقت تداعيات حادث مجدل شمس تحذيرات عربية من الذهاب لحرب إقليمية بالمنطقة.
وحذرت الخارجية المصرية في بيان الأحد، من “مخاطر فتح جبهة حرب جديدة في لبنان، على خلفية أحداث قرية مجدل شمس بما قد يؤدي إلى انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة”.
وأكدت “أهمية دعم لبنان وشعبه ومؤسساته وتجنيبه ويلات الحرب”.
وناشدت مصر “القوى المؤثرة في المجتمع الدولي التدخُل الفوري لتجنيب شعوب المنطقة المزيد من التبعات الكارثية لاتساع رقعة الصراع، والتي قد تُشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين”.
كما حذرت وزارة الخارجية الأردنية، في بيان مساء الأحد، من “التصعيد الخطير في جنوب لبنان، ومن تداعيات إشعال حرب جديدة ضد لبنان في ضوء التطورات الخطيرة التي شملت سقوط صاروخ على بلدة مجدل شمس السورية المحتلة،”.
كما حذر الأردن في البيان ذاته من أن “التصعيد في الجنوب اللبناني قد يدفع نحو توسع الحرب إلى حرب إقليمية شاملة”، داعيا إلى “أهمية دعم لبنان وأمنه واستقراره وسلامة شعبه ومؤسساته”، ووقف الحرب على غزة.
ودعا وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء اللبنانية، الأحد إلى “إجراء تحقيق دولي أو عقد اجتماع للجنة الثلاثية عبر اليونيفيل (الأممية التي تراقب الحدود) لمعرفة حقيقة الأمر”، مؤكدا أن أي “هجوم كبير من قبل إسرائيل على لبنان سيؤدي إلى تدهور الوضع في المنطقة واشتعال حرب إقليمية”.
ومساء الأحد، كلّف المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت بتحديد كيفية وتوقيت مهاجمة “حزب الله”، على خلفية حادثة مجدل شمس.
وفي وقت سابق الأحد، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الجيش قدَّم للحكومة سيناريوهات لشن هجوم محتمل على “حزب الله”.
ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين لم تسمهم إن تل أبيب لا تريد خوض حرب شاملة مع لبنان، وإنما “إلحاق الضرر بحزب الله، دون الانجرار إلى حرب إقليمية واسعة”.
ومنذ عقود، تحتل إسرائيل أراضٍ لبنانية في الجنوب.
ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها “حزب الله”، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر “الخط الأزرق” الفاصل أسفر عن مئات القتلى والجرحى معظمهم بالجانب اللبناني.
وترهن الفصائل وقف القصف بإنهاء إسرائيل حربا تشنها بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، خلّفت أكثر من 130 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.
وتواصل تل أبيب الحرب على غزة متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني المزري بالقطاع.