ارتفعت حصيلة انزلاقات التربة عقب أمطار غزيرة في جنوب إثيوبيا إلى 229 قتيلا، فيما علق خبراء مصريون على هذا الحدث المأساوي الذي أثار ردود أفعال كبيرة في مصر.
وقد يرتفع عدد ضحايا انزلاق التربة مع استمرار البحث عن ناجين وضحايا، وفق ما أعلن مسؤول حكومي.
وأفادت إدارة شؤون الاتصالات في منطقة غوفا بأنه حتى الآن لقي 148 رجلا و81 امرأة حتفهم في الكارثة.
من جهتها أعلنت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإثيوبية الرسمية نقلا عن مسؤول المنطقة أن حصيلة القتلى الأولية بلغت 157 شخصا، مشيرة إلى أنه تم العثور على خمسة ناجين.
وأشارت هيئة الإذاعة إلى أنه وفق مسؤول منطقة غوفا، داغيماوي أييلي طمر معظم الضحايا يوم الاثنين فيما كانوا يساعدون سكان منزل تضرر بانزلاق أول للتربة.
وقال داغيماوي: “الأشخاص الذين سارعوا لإنقاذ الأرواح ماتوا بمن فيهم المسؤول المحلي وأساتذة وعاملون في مجال الصحة ومزارعون”.
ووقعت الكارثة في كيبيلي (أصغر قسم إداري) في كينشو الواقعة في منطقة وريدا في غيزي-غوفا، وهي منطقة ريفية جبلية يصعب الوصول إليها وتبعد أكثر من 450 كيلومترا وعشر ساعات بالسيارة عن العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
وهذا أسوأ انزلاق للتربة تشهده إثيوبيا الواقعة في القرن الأفريقي.
من جهته علق عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا وخبير المياه المصري على هذا الحدث الكبير التي وقع في إثيوبيا والذي أثار ردود أفعال متابينة في مصر.
وقال شراقي إن “موسم الأمطار في إثيوبيا يبدأ من يونيو حيث الأمطار الخفيفة تزداد بشدة في يوليو وأغسطس وسبتمبر وحتى الآن معدل الأمطار أعلى من المتوسط في أماكن عديدة بإثيوبيا والسودان، ومع شدة الأمطار صباح اليوم الاثنين 23 يوليو 2024 حدثت انهيارات أرضية في منطقة غوفا جنوب غرب إثيوبيا في منطقة الأخدود الإثيوبي (جزء من الأخدود الأفريقي الذى يمر بإثيوبيا) حيث المناطق الجبلية والمكونة من عدة طبقات أرضية مائلة بسبب النشاط الزلزالي مما يجعلها تتشرب كميات كبيرة من مياه الأمطار وبالتالي يزداد وزنها ثم تنزلق مع الانحدار ويزيد من هذه الحركة اذا كانت الطبقات العليا أسفلها طبقة طينية تعمل في هذه الحالة كمادة غرينية تساعد على الانزلاقات”.
وأضاف: “تختلف طبيعة هذه المنطقة جيولوجيا عن منطقة سد النهضة التي تفتقد الطبقات الرسوبية ولكن بها صخور نارية ومتحولة عالية التحلل والتشققات ويكثر بها الفيضانات وانجراف التربة والانهيارات الصخرية من تساقط الصخور وتحتل إثيوبيا المرتبة الأولى عالميا في انجراف التربة”.
وأوضح “تشير الأمطار الحالية والتوقعات للشهرين القادمين ارتفاع معدل الأمطار على السودان وإثيوبيا، وعلى الأخوة فى معظم أنحاء السودان عدا الشريط الشمالي على الحدود المصرية الاستعداد للسيول والفيضانات المتوقعة”.
الجدير بالذكر أن رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر تباينت ردودهم بين “الشماتة والفرح مما جرى في إثيوبيا باعتبار أن هذا يمس سد النهضة الذي شكل صداعا مزمنا في رؤوس المصريين على مدى السنوات الماضية لعدم التزام إثيوبيا بالاتفاقيات المبرمة مع مصر وتكرار الملئ لسد النهضة دون الرجوع لحكومة مصر.
وقال حساب على مواقع التواصل: “انزلاقات أرضية كبير بالقرب من سد النهضة وعدد الضحايا تعدى 300 وجاري البحث عن باقي المفقودين وأنباء عن شروخ وتسريب مياة بسد النهضة بسبب تخزين كمية مياة كبيرة ببحيرة سد النهضة خالص العزاء للشعب الإثيوبي واللهم لا شماتة بس التاريخ بيقول الى يجي على مصر ما يكسبش ابدا”.
فيما علقت ناشطة: “كل التعازي لشعب إثيوبيا على الحادث دا بسبب غباء الحكومة الإثيوبية في ملف سد النهضة عند في مصر دفع تمن عندهم فينا الشعب الإثيوبي”.