عقب قرار الموافقة على توحيد شروط القبول للطلبة الوافدين المقبولين في مؤسسات التعليم العالي الأردنية، والذي ينص بالغاء جميع استثناءات القبول للطلبة الوافدين المقبولين في مؤسسات التعليم العالي الأردنية اعتباراً من بداية العام الجامعي القادم 2024-2025.
شهدت منصات التواصل الاجتماعي حالة من الجدل لدى شريحة واسعة من الأكاديميين وأصحاب الاختصاص حوله، الذي اعتبر تضيقا على اداء الجامعات وحصر استقلاليتها في استقطاب الطلبة الوافدين.
فيما اعتبر مجلس التعليم العالي خطوة تنظيمية لقطاع التعليم العالي للوصول الى تعليم يتمتع بالدقة والموضوعية في المخرجات بما يتناسب وسمعة المملكة عربيا واقليميا.
من جهته كتب رئيس الجامعة الاردنية الاسبق الدكتور اخليف الطراونة في ادراج له على صفحته في منصة فيسبوك حول ان استقلالية الجامعات هي الدرجة التي تقرر بها الجامعة جميع قراراتها المرتبطة بمظاهر أعمالها الإدارية والتنظيمية والمالية والأكاديمية بمعزل عن سلطة الحكومة، مع وجود نظام للمساءلة من قبل الحكومة حول ما تتخذه الجامعة من قرارات حول المظاهر السابقة بعملها.
واضاف في ذات الادراج، إن قرار مجلس التعليم العالي بتوحيد معدلات القبول للطلبة الأردنيين والوافدين يتعارض أولاً مع استراتيجية التعليم العالي وتوجهات الدولة الأردنية بزيادة أعداد الطلبة الأجانب، ويتنافى أيضاً مع استقلالية الحامعات التي نطالب بها منذ زمن طويل.
وتابع؛ من يمكنه القول إن هذا قرار تنظيمي ويقع في خانة رسم سياسة التعليم العالي الأردني وفي هذه الحالة، قال إذا كان ذلك صحيحاً؛ فإن الأصل رفع الحدود الدنيا لكافة التخصصات وتوحيدها للطلبة الأردنيين في الجامعات الخاصة والعامة، وترك أمر معدلات الطلبة الوافدين كما كانت عليه في السابق.
لافتا بان كلفة قرارات التعليم العالي عالية على جميع العاملين في القطاع، والمطلوب الآن إعادة النظر في القرار وتصويبه بما ينسجم مع خططنا واحتياجاتنا وجودة تعليمنا.
في حين قال الوزير الاسبق الدكتور عادل الطويسي في تلمحيات في منشوره بان اتخاذ قرارات التوحيد لا تصب في صالح استقلالية الجامعات، لافتا الى قرارات بتوحيد معدلات القبول وتوحيد التقويم السنوي وغيرها من الاجراءات المعدلة لعدد من التعليمات الجامعية- حسب وصفه-.
فيما قال عضو مجلس التعليم العالي الدكتور شتيوي العبادي ردا على الدكتور عادل الطويسي والدكتور اخليف الطراونة، «انا على يقين بأن ما كتبه الأستاذان الكريمان يأتي من منطلق الحرص على التعليم العالي في الأردن والحفاظ على سويته وعلى استقلالية الجامعات وعلى استقطاب الطلبة من الدول الشقيقة للدراسة في الأردن، الأمر الذي يشجع السياحة التعليمية بكافة تفاصيلها».
وتابع «ان توحيد معدلات القبول هو بين الطلبة الوافدين والطلبة الأردنيين في التخصص الواحد (وليس غير ذلك، فمن يُقبل في كلية الطب في جامعة مؤتة معدله قد يختلف عن ذلك المقبول في الأردنية أو العلوم والتكنولوجيا).
مشيرا بانه على وخلفية هذا القرار أن سفير اردني في إحدى الدول العربية بعث إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في الاردن أن الدولة التي هو سفير لديها قررت إيقاف الابتعاث إلى الجامعات الأردنية بحجة أننا نمنح استثناء لطلبتها فيما يخص المعدل ونمنح تخفيضاً، وحتى فيما يخص الالتزام بالحضور والغياب، وأن هذا القرار هو قرار مؤقت لحين التأكد بأن أبناءها يعاملون بنفس الجدية والصرامة التي يعامل بها الطلبة الأردنيون، مشددا بان كثير من الدول تهتم بمستوى الطلبة الخريجين من جامعاتنا.
وقال: «نحن مع استقطاب الطلبة للدراسة في الأردن، ولكن ليس (بأي ثمن)، فالطلبة الجادون يعرفون أين يريدون الحصول على التعليم الجيد، والعرف الأكاديمي يقتضي الموضوعية والدقة وأن هذا الطالب يستحق هذه الشهادة بجدارة.
وتابع الدكتور العبادي في تعقيبه على ذات المنصة حول توحيد معدلات القبول بين الجامعات الرسمية والخاصة الذي أشار له الدكتور الطراونة فقد «تم بالفعل توحيد معدلات القبول في الطب وطب الأسنان والصيدلة والتمريض وعلوم التأهيل والشريعة والقانون والعلوم الطبية المساندة وتخصصات التغذية وعلم الغذاء وربما نشهد توحيداً لباقي التخصصات».
واضاف: «التوحيد لا يسلب الجامعات استقلاليتها لأنه أمر تنظيمي مرتبط بظهور نتائج الثانوية العامة ليتمكن طلبة السنة الأولى من الالتحاق بصفوفهم منذ اليوم الأول للدراسة».