الدولُ الديمقراطية والمُتَحَضّرة تسعى إلى زيادة تَقدّمها والبناء على تجاربها السابقة والحاضرة في سبيلِ الحفاظ على المُكتَسباتِ لغايات المساهمة في التطوير والحفاظ على الدولة لزيادة رسوخها وقوتها بين الدول الأخرى في هذا العالم إلاّ نحن في الدولة الأردنية !!! فلا نحنُ نبني على ما أسّسهُ السابقون ولا نحن نحافظ عليهِ !! وكأنّ هُناك لَعنة تُطارِدنا مِنْ سَنة إلى أخرى !! أو أنّ هُناك عِداء ما بين هذا الوطن وبين مُتَقلدي المسؤولية فيه ِ !! .
وآخر الصرعات ألتي خرجَ فيها البعض لتقسيم المجتمع الأردني والذي لاقى القبول مِنْ بعضنا ما خرَجَتْ بهِ إحدى القوائم المستقبلية لغايات الترَشُح للإنتخابات النيابية في الاعِلان عَنْ نفسها بالقول ( إنها تُمَثل العشائر الفلسطينية في الأردن ) وكان جميع مُرشحيها مِنْ أصول فلسطينية في الدائرة الانتخابية !! صحيح أنّ هذه القائمة وَبعدَ ساعات مِنْ نشرِ هذا الخبر ونتيجة إتصالات مُعينة قَدْ قامت بتعديل الخبر وَحَذف الإشارة إلى الأصول الفلسطينية ولكنها أبقَت على تشكيل القائمة وجميعهم مِنْ أصول فلسطينية وليس بينهم أيّاً مِنْ الأصول الأردنية !! هوَ أمر مُخيف هذا الذي حَدَث لأنه سيعني ودون أدنى تفكير تشكيل قائمة مِنْ ذَوي الأصول الأردنية !! ماذا سَيَحدُث عِندَ التصويت ؟ ماذا سَيَحدُث عندما يتقابل الفريقين في ساحات المدارس ؟.
مِنذُ متى إنحَدَرَ تفكيرنا إلى هذا المستوى ؟ مِنذُ متى بدأت العلاقات بيننا بهذا الانقسام ؟ مالذي سنجنيهِ مِنْ هذا المجلس ؟ أوليسَ جميع الأردنيين مُتّفقين أو مُجمعينَ على هزالة وضعف المجالس النيابية ؟ هل سَنسمعُ غدًا القائمة الانتخابية لعشائر العراق والسعودية وسوريا و .. و .. و .. الخ ؟ .
مِنذُ البداية حَذّرنا مِنْ ظاهرة ما باتَ يُعرَف بِمُرشح الإجماع !! ولَكن طابَ الهوى لبعض الجالسين على كَراسيَ المسؤولية وأعتبروا أنّ هذا الأمر يُساعدهم في الحِفاظ على هذهِ الكراسي !! وما دَروا أنهم يُضعِفون الأردن ويُقّسّمونه إلى شرقي وغربي وشمالي وجنوبي !! .
أيها الجالسون على الكراسي لا تلزمنا إنتخاباتكم ولا كراسيّكم !! أيها الجالسون : الأردن أكبر مِنْ كراسيّكم وأكبر مِنْ مصالحكم !! الأردن أبقى مِنكُم !! الأردن لنا اليوم ولأولادنا غدًا !! الأردن هوَ الثابت وأنتم الراحلون .
أيها الجالسون على الكراسي : لَقَد أضعفتم الاردن وإستَقوى عليهِ بُغاث الطير !! أيُها الجالسون على الكراسي : خُذوا كُلّ شيء .. خُذوا المناصب والكراسي والوظائف ولكن إتركوا لنا هذا الوطن !! .
المحامي فضيل العبادي
رئيس اللجنة القانونية / مجلس محافظة العاصمة