التقت وزيرة التخطيط والتعاون الدولي زينة طوقان، المدير العام للإدارة العامّة للجوار ومفاوضات التوسّع في المفوضية الأوروبية، غيرت يان كوبمان، الذي يزور الأردن بهدف البحث في أولويات التعاون التنموي بين المملكة والاتحاد الأوروبي وسبل تعزيز وتطوير آفاق الشراكة بين الجانبين، بحضور سفير بعثة الاتحاد الأوروبي في عمان، بيير كريستوف تشاتز يسافاس.
وجرى خلال الاجتماع مناقشة سبل تعزيز علاقات الشراكة بين الأردن والاتحاد الأوروبي، حيث أكدت الوزيرة أهمية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي باعتباره من شركاء الأردن التنمويين لدعم الأولويات التنموية والإصلاحية التي يعمل عليها الأردن ضمن مسارات التحديث الثلاثة الاقتصادية والسياسية والإدارية، حيث أطلعت الوزيرة المسؤول الأوروبي على سير العمل والانجاز في جهود التحديث والإصلاح التي يمضي بها الأردن قدماً، بحسب بيان لوزارة التخطيط الثلاثاء.
وتم التباحث في سير العمل ببرنامج المساعدات الأوروبية للأردن وكذلك مجالات التعاون للفترة 2024 – 2027 التي يتم ترجمتها إلى مشاريع في قطاعات التعليم والتدريب والتعليم المهني والتقني، والسياحة، وتحديث القطاع العام والتحول الأخضر والحماية الاجتماعية وإدارة النفايات الصلبة والمياه والصرف الصحي، وكذلك بحث الجانبان فرص تطوير الشراكة القائمة بين الأردن والاتحاد الأوروبي وأهمية تعميق التعاون التجاري والاستثماري بينهما بما يعود بالمنفعة المشتركة للجانبين.
وبحثت الوزيرة مع المسؤول الأوروبي الآثار المستمرة لاستضافة أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين على أراضي المملكة، مع التأكيد على أهمية ترجمة تعهدات مؤتمر بروكسل الثامن إلى التزامات فعلية في ضوء تضاؤل التمويل لخطة الاستجابة الأردنية للأزمة السورية، وأهمية استمرارية مساندة المجتمع الدولي لملف اللاجئين والمجتمعات المستضيفة لهم بهدف تقديم الخدمات في القطاعات الأساسية مثل الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية والخدمات البلدية وغيرها.
ووقعت وزيرة التخطيط على اتفاقيتي منحتين بقيمة إجمالية (25) مليون يورو ومن مساعدات الاتحاد الأوروبي الثنائية للأردن لعام 2023.
وتحدثت الوزيرة عن تخصيص المنحة الأولى لمشروع دعم التدريب التقني والمهني للجميع في الأردن بقيمة (15) مليون يورو، والذي يسعى إلى تعزيز فرص توظيف الشباب من خلال تزويد خريجي التعليم والتدريب التقني والمهني بالمهارات والكفاءات المطلوبة بما يخدم تحقيق التحديث الاقتصادي في الأردن، وبالتالي تعزيز قدرتهم التنافسية في سوق العمل من خلال تلبية احتياجات القطاع الخاص من المهارات المطلوبة.
وسيتم تنفيذ أنشطة المشروع من خلال الوكالة الألمانية للتعاون الدولي كجهة منفذة، وبالتعاون مع الجهات الأردنية المعنية، إلى جانب شمول المشروع على مكون للمنح الدراسية للسماح للطلاب بمتابعة التعليم المهني والتقني كمساهمة في برنامج (التعليم المهني الموجه نحو سوق العمل والتعليم العالي والتدريب)، بتمويل مشترك من قبل الوزارة الاتحادية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية.
وخصصت المنحة الثانية لمشروع دعم التراث الثقافي المستدام بقيمة (10) مليون يورو، وذلك بهدف تعزيز القطاع السياحي المستدام والشامل والتنافسي في الأردن، وتحسين سبل العيش في المجتمعات المحلية ولا سيما للمرأة والشباب والفئات الأكثر تأثراً، وحماية المواقع الأثرية في الأردن من قبل وزارة السياحة والآثار والجهات ذات العلاقة، إلى جانب تحسين التعاون بين منظمات المجتمع المدني والمنظمات المجتمعية والقطاع الخاص والمؤسسات ذات الصلة في الحفاظ على التراث السياحي المستدام.
وسيشتمل المشروع على أعمال التحديث في موقعين أثريين هما أبيلا (قويلبة) ومكاور، وتنفيذ أنشطة في مجال الترويج الثقافي السياحي ودعم المجتمع المدني في مجال تنمية المهارات للمجتمعات المحلية من أجل التنمية المستدامة لقطاع السياحة، وسيتم تنفيذ أنشطة المشروع من خلال الوكالة الإيطالية للتعاون والتنمية ومنظمات المجتمع المدني وبالتعاون مع وزارة السياحة والآثار ودائرة الآثار العامة.
وعبرت وزيرة التخطيط عن “شكر وامتنان” الحكومة الأردنية للاتحاد الأوروبي على توفير هذه المنح للأردن وعلى المساعدات التي يقدمها الاتحاد التي تسهم في دعم الموازنة وتنفيذ مشاريع وبرامج في قطاعات ذات أولوية تتماشى مع البرامج والأولويات الوطنية في إطار رؤى التحديث بمساراته الثلاثة السياسية والاقتصادية والإدارية.
من جانبه، قال غيرت يان كوبمان “من خلال هذين المشروعين الجديدين، يؤكد الاتحاد الأوروبي من جديد التزامه التام بدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الأردن، وسنواصل دعم الأردن في تطوير مهارات شبابه مع الحفاظ على تراثه العظيم والاستفادة الكاملة من إمكانات قطاع السياحة فيه”.
كما أشار إلى “شراكة الاتحاد الأوروبي طويلة الأمد لدعم قطاع التعليم والتدريب المهني والتقني في الأردن، مكملاً لدعم الاتحاد الأوروبي القائم الموجه لقطاع التعليم بقيمة 165 مليون يورو في المملكة وتوفير فرص المنح الدراسية للطلاب الأردنيين والسوريين”.