تعيش مناطق في العقبة الساحلية، حالة من الجفاف المائي جراء انقطاع المياه المستمر والمتكرر عن مناطقهم، ما يضاعف معاناتهم في فصل الصيف اللاهب، وارتفاع درجات الحرارة.
وقالت مجموعة من سكان مدينة العقبة، إنه ومع بدء ارتفاع درجات الحرارة بشكل شديد في المدينة السياحية، تعاني أحياء في البلدة القديمة ومناطق المحدود والعاشرة والشامية والسادسة والثامنة، من انقطاعات متكررة للمياه، ما يزيد من معاناة السكان صيفا بسبب الحاجة لاستهلاك المياه بشكل أكبر في ظل موجات الحر المتتالية، والتي لامست درجة الحرارة فيها أكثر من 45 درجة مئوية.
ويشير السكان إلى انهم يلجأون لاستجرار مياه الشرب والاستخدامات الأخرى للمنازل بشراء تنكات مياه، وهذا بدوره يزيد من معاناتهم المادية، إذ يصل سعر متر المياه لأكثر من 5 دنانير، مؤكدين أن المياه لا تصلهم لأكثر من أيام، برغم أن المدينة نادرا ما تنقطع عنها المياه، لكن مع بدء فصل الصيف العام الحالي والماضي، باتت تنقطع باستمرار.
وبين المواطن محمد الغرابلي، ان المياه أصبحت معاناة لسكان منطقة البلدة القديمة، إذ لم تصلهم المياه منذ 6 أيام، مشيرا إلى أن المواطنين يلجأون لشراء الماء لأغراض المنزل بواسطة صهاريج وبأسعار مرتفعة، زادت من معاناتهم المادية، بالإضافة لمعاناتهم من ارتفاع درجات الحرارة الكبير.
وبين الغرابلي أن المواطنين لا يمكنهم الاستغناء عن المياه، بخاصة في هذه الأيام، وذلك لأغراض الاستحمام وحاجات المنازل المتعددة، مطالبا شركة مياه العقبة بإيجاد حل دائم ومستمر لمشكلة انقطاعها.
وقال المواطن محمد الطراونة، إن العقبة قريبة من مياه حوض الديسة، وهي كما نعرف المدينة الوحيدة ربما التي لا يشعر فيها المواطنون والسكان بانقطاع المياه، مشيرا أننا في الأعوام السابقة كانت تصلنا المياه باستمرار، وعلى مدار أيام الأسبوع دون أي انقطاع، لكن العام الحالي وبشكل مبكر، تعالت أصوات المواطنين في العديد من المناطق جراء انقطاع المياه المتكرر وخارج أوقات برنامج الانقطاعات الذي أعدته الشركة، لتوزيع الدور على المناطق.
وأشار المواطنون في العقبة إلى أنهم تواصلوا مع شكاوى المياه، والرقم الموحد، لكنهم لم يجدو أي استجابة أو اهتمام، مؤكدين ان عدة مناطق في العقبة، شهدت في الفترة الأخيرة انقطاعات في التزويد المائي، على عكس ما اعتاد عليه المواطنون في الفترات السابقة.
وأكد المواطن محمد عزيز، عدم وصول المياه الى خزانات منزله في منطقة الشامية منذ 3 أيام، مشيرا إلى أنها المرة الأولى منذ سنوات الذي تنقطع فيها المياه عن منزله والحي بأكمله، معتبرا بأن عدم وصول المياه مع ارتفاع درجات الحرارة، يشير إلى تجاهل الجهات المعنية لحق المواطن بالحصول على الماء، علاوة على تجاهلها لما قد ينتج من ردود فعل حيال استمرار انقطاعها.
من جهته، قال الناطق الإعلامي في شركة مياه العقبة، اياد الخصاونة إن عدة مناطق في العقبة، شهدت في الفترة الأخيرة انقطاعات في التزويد المائي على عكس ما اعتاد عليه المواطنون في الفترات السابقة، ولم يكن هذا نتيجة تقصير في أداء شركة مياه العقبة، أو تقليل في الكميات أو ضعف لضخ المياه الواردة الى العقبة، لكنه كان بشكل أساسي نتيجة زيادة الاستهلاك اليومي عن المعدلات الطبيعية المعتادة، اثر ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير وغير مسبوق في هذه الفترة، مؤكدا أن زيادة الاستهلاك تزامنت كذلك مع الأعياد والعطلة الطويلة بمناسبة عيد الأضحى، والزيادة الملحوظة في السياحة الداخلية خلال عطلة العيد.
وأكد أن “مياه العقبة” عملت على إيجاد الحلول الدائمة والمؤقتة لتفادي التبعات الناتجة عن هذا الوضع، بحيث تتابع الضخ على مدار الساعة وإصلاح الأعطال الرئيسية إذا حصلت بالسرعة القصوى لتقلل من تأثير الأعطال والكسور في الخطوط الرئيسة على السحب والتزويد بكميات المياه.
ولفت الى انه قد جرى حل مشكلة الانقطاعات في جميع مناطق العقبة تقريبا، باستثناء بعض التحديات التي ما تزال تواجه الشركة في منطقة البلد القديمة، والعمل جار على إيجاد الحلول لهذه المشكلة القديمة الحديثة.
