أعرب ديمقراطيون عن خيبة أملهم من أداء الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال المناظرة الرئاسية الأولى التي أجراها مع الرئيس السابق دونالد ترامب، الخميس 27 يونيو/حزيران 2024، حتى إن البعض منهم طالب بتنحي بايدن واستبداله بمرشح آخر على خلفية المخاوف بشأن صحة الرئيس الأمريكي، وفق ما ذكرته مجلة بوليتيكو الأمريكية.
ودعا ناشطون ديمقراطيون لعقد مؤتمر وطني مفتوح لاختيار مرشح بديل لبايدن بعد أدائه المتذبذب خلال المناظرة الرئاسية، بحسب ما ذكرته مجلة بوليتيكو.
فيما قال أحد كبار المانحين الديمقراطيين إن الوقت قد حان لكي ينهي الرئيس بايدن حملته، واصفاً أداء بايدن خلال المناظرة الرئاسية بـ “أسوأ أداء في التاريخ”.
وقالت صحيفة الغارديان البريطانية إن الدعوات تزايدت لتنحي بايدن بعد أدائه المتذبذب خلال المناظرة الرئاسية أمام ترامب.
كان أنصار الرئيس الأمريكي يأملون أن تؤدي المناظرة إلى تبديد المخاوف من أن عمر الرجل البالغ 81 عاماً لا يسمح له بشغل المنصب لولاية أخرى، لكن صوته الأجش وأداءه المتردد في بعض الأحيان ضد منافسه الجمهوري دونالد ترامب قادا للعكس.
وثارت مخاوف بشأن عمر كل من بايدن وترامب (78 عاماً) ولياقتهما البدنية قبل الانتخابات، إلا أن الأمر ينصب بصورة أكبر على بايدن.
وبصوت أجش بسبب إصابته بنزلة برد حسبما أعلن مسؤولو حملته، بدا بايدن سريعاً في حديثه عن بعض النقاط خلال المناظرة وتعثر في بعض الإجابات فيما بدا أقل ثقة في البعض الآخر.
وفي منتصف المناظرة تقريباً، وصفها خبير استراتيجي ديمقراطي عمل في حملة بايدن عام 2020 بأنها “كارثة”.
وأطلق ترامب العنان لوابل من الانتقادات بما في ذلك تكرار معلومات مغلوطة على غرار أن المهاجرين يشنون موجة جرائم وأن الديمقراطيين يدعمون قتل الأطفال.
وفي وقت مبكر من المناظرة، توقف بايدن بينما كان يوضح نقطة ما حول الرعاية الطبية والإصلاح الضريبي وبدا أن تسلسل أفكاره قد انقطع.
وهاجم ترامب بايدن بسبب حديثه غير المترابط، وقال في مرحلة ما: “أنا حقاً لا أعرف ما الذي قاله في نهاية تلك الجملة. ولا أعتقد أنه يعرف ما الذي قاله”.
وقبل المناظرة، كرس بايدن كل وقته لما يقرب من أسبوع في “معسكر للمناظرة” مع كبار المستشارين في منتجع كامب ديفيد الرئاسي، في مؤشر على مدى الأهمية التي توليها حملته للمناظرة. إلا أن النقاد رأوا أن ذلك لم ينعكس على الأداء.
وكتب الجمهوري جو والش على تويتر: “ترامب هو ترامب، كل كلمة تخرج من فمه هي هراء. لكن بايدن يبدو عجوزاً وضائعاً. وهذا سيكون مهماً أكثر من أي شيء آخر. حتى الآن، هذا قطعاً كابوس لبايدن”.
قلق غربي
ولم تقتصر ردود الفعل على أداء بايدن على الداخل الأمريكي، حيث أعرب دبلوماسيون ومسؤولون أجانب عن خيبة أملهم وحتى انزعاجهم من أداء جو بايدن على وجه الخصوص، بحسب مجلة بوليتيكو.
وألمح البعض إلى قلقهم من قدرة الرئيس الأمريكي الحالي على توليه ولاية ثانية كزعيم لقوة عظمى مسلحة نووياً.
وقال أحد الدبلوماسيين الغربيين: “شهدنا أكاذيب هائلة من جانب ترامب. لكننا على الأقل فهمنا ما يقوله. ربما نشهد نقطة تحول” بالنسبة لبايدن”.
كان المسؤولون والدبلوماسيون الدوليون على استعداد لسماع الأكاذيب من ترامب. لكنهم كانوا يأملون أن يظهر بايدن بشكل أقوى وأكثر نشاطاً. وبحلول نهاية المناظرة، كان البعض يتساءل عما إذا كان أي منهما مؤهلاً للقيادة، بحسب بوليتيكو.
وقال دبلوماسي أوروبي ثان إن “النقاش حول السياسة الخارجية سطحي. بايدن غير قادر على عرض قضيته، وترامب يبالغ في ذلك”.
وأشار العديد من الدبلوماسيين والمسؤولين الأجانب، الذين تحدث البعض منهم بشرط عدم الكشف عن هويته، إلى أن ترامب بدا أكثر نشاطاً من بايدن وتحدث بشكل أكثر وضوحاً حتى وهو يحرف الحقائق. وقال دبلوماسي أفريقي: “بصراحة، يبدو وكأنه رجل يمكننا التعامل معه”.
وأثار ترامب الدهشة عندما ادعى أنه سينهي الحرب في أوكرانيا إذا أعيد انتخابه. وقال مستشار لإحدى الحكومات الأوروبية: “لست متأكداً مما يعنيه ذلك”.
لكن الحديث الرئيسي في تلك الليلة بين الدبلوماسيين كان حول مدى تعب بايدن وتوتره. وقال مسؤول أوروبي: “ليس سراً أن بايدن كبير في السن”.
وأتاحت المناظرة التي أجريت على قناة “سي إن إن” من استوديو في أتلانتا بدون جمهور للناخبين فرصة نادرة لرؤية المرشحين الأكبر سناً لانتخابات رئاسية أمريكية جنباً إلى جنب.
يذكر أن المناظرة الرئاسية الثانية ستجرى في العاشر من شهر سبتمبر/أيلول القادم، فيما ستجرى الانتخابات في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.