تراجعت العملات الآسيوية إلى أضعف مستوياتها في أكثر من 19 شهراً بعد ارتفاع سعر الدولار، وسط احتمال بقاء أسعار الفائدة الأميركية مرتفعة لفترة أطول.
انخفض مؤشر بلومبرغ للدولار في آسيا بنسبة 0.1%، اليوم الخميس، إلى أدنى مستوى منذ نوفمبر 2022. وجاءت هذه الخطوة بعد أن أغلق البيزو الفلبيني والروبية الهندية بالقرب من مستويات قياسية منخفضة في اليوم السابق، بينما أغلق الوون الكوري الجنوبي عند المستوى الرئيسي البالغ 1400 لكل دولار.
تسبب ارتفاع سعر الدولار في إحداث الفوضى في آسيا هذا العام، مما يفرض ضغوطاً على البنوك المركزية لحملها على تعزيز الدفاع عن عملاتها. ويترقب المتداولون تدخل السلطات في اليابان بينما يتدخل بالفعل صناع السياسات في الهند وفيتنام وإندونيسيا في السوق.
تدخلات البنوك المركزية
قال كريستوفر وونغ، استراتيجي العملات الأجنبية في شركة “أوفرسي تشاينيس بانكينغ” (Oversea-Chinese Banking Corp) في سنغافورة: “إن بيئة أسعار الفائدة الأميركية المرتفعة على المدى الطويل تقوض آمال التعافي بالنسبة للعملات الآسيوية”. وأضاف: “الآن تتراكم المشكلات بعد تجدد الضعف في اليوان والين. قد تضطر البنوك المركزية إلى اللجوء إلى تدخل أقوى لتخفيف التقلبات”.
ارتفع مؤشر بلومبرغ الفوري للدولار بنسبة 5% تقريباً منذ نهاية ديسمبر، حيث أشار مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي إلى أنهم قد يؤجلون تخفيضات أسعار الفائدة حتى ينخفض التضخم بشكل مستدام إلى الرقم المستهدف.
ساهم ضعف اليوان أيضاً في انخفاض مؤشر بلومبرغ للدولار في آسيا بأكثر من 3% هذا العام. وانخفضت العملة الصينية بأكثر من 2% في العام الجاري، نقلا عن بلومبرغ.
قال ألفين تان، الخبير الاستراتيجي في “آر بي سي كابيتال ماركتس” في سنغافورة، إن ضعف الين واليوان سيكون له، على الأرجح، آثار غير مباشرة على العملات الإقليمية، وخاصة الوون والدولار التايواني.
ولم تنج عملات الأسواق الناشئة الأخرى أيضاً، مع انخفاض الليرة التركية والريال البرازيلي بما يزيد على 10% هذا العام.