بقلم: د. حازم قشوع
بلا سقوف محددة أو ضوابط اشتباك مبينة، هى الجملة التى قد تنقل المعارك الدائرة الى حرب شاملة وهي ذات الجملة التي استوقفت العديد من المتابعين كونها عبارة خارجة عن المألوف فى انظمة كل المعارك التى دارت بعد نهايه الحرب العالمية الكبرى، وهو ما جعلها تغرق الجميع فى بحر من التكهنات باعتبارها صدرت عن السيد حسن نصرالله قائد أهم قوة إقليمية عسكرية متواجدة في المنطقة.
وهى القوة وإن كان مركزها في الجنوب اللبناني إلا أنها تمتلك روافد داعمة فى كل من سوريا كما فى العراق واليمن، واخرى راعية فى روسيا كما لها شرايين سانده في إيران كما فى تركيا مع دخول حركة الاخوان المسلمين فى تحالف مركزى مع دول المحور، وهذا ما يعني ان حزب الله أصبح يطير بجناحين أحدهما تركي والآخر إيراني في المحصلة.
الأمر الذى جعل من كفة الميزان ترجح لصالح حزب الله في التقييم الاستراتيجي الذي يأخذ بالعدة والعتاد كما فى العمق الاستراتيجي والحواضن الداعمة، وذلك بعدما ذهبت موسكو توقع اتفاقية دفاع مشترك مع “بيونغ يانغ ” بذات التوقيت الذي جاء به الخطاب الأمر الذى وضع علامة استفهام حول ماهية القوة الاستراتيجية التي يمتلكها حزب الله، الذي أصبح يشكل الند الخصم للقوة الإقليمية فى تل أبيب والذي يعول عليه على كبح جماحها عسكريا.
ولعل عباره بلا سقوف ضابطة او قواعد اشتباك مانعة تأتي مع انتهاء المشهد الأول بالحرب الاقليمية بغزة، والتي أخذت الأنظار تشخص فيها تجاه الجنوب اللبناني بعدما فتح الستار عن المشهد الثاني في الحرب الدائرة بتحويل المعارك فيها من محدوده الى حرب إقليمية مفتوحة يحسبها البعض أن تكون وفق رتم يحمل مؤشرات عسكرية مغايرة كما تحمل ايقاع أمنى مختلف حيث ينتظر ان يتم ادخال قبرص بالحرب القادمة، وبالتالي إدخال الناتو في خضمها بحكم اتفاقية الدفاع المشترك للناتو، الأمر الذي سيدخل الجميع بالمحصلة في معادلة رابطة تربط الجسر الواصل بين المعارك الدائرة بالمنطقة مع المعركة الأخرى في أوكرانيا.
وهو ما قد يجعل من تركيا لاتعيد تموضعها فحسب تجاه الناتو، بل ستجعل من تركيا تشكل أداة ضاغطة لاعادة تموضع الاتحاد الأوروبي برمته داخل الناتو، والذي بدأت تطفو عليه عوامل تفكك وسط هذه الأحداث المتراكمة بعدما أخذت حالة انقسام فى صفوفه تكون حادة جراء حدة التباين بين أعضائه.
وهذا ما برز بعناوين التعاطي مع الحرب الأوكرانية لا سيما منها بالعلاقة مع روسيا وتجاه الحرب الاسرائيلية ازاء الدولة الفلسطينية وتجاه سير الاتجاهات فى ناحية تايوان التى تعتبر قيد الاشتعال، وذلك مع تصاعد حمى اشتعال أزمة الشرق الاقصى وكلها تأتي وسط تهديد ذاتى طال متغيرات المشهد الداخلى فى ربوع الناتو، وهى العوامل التى اصبحت تهدد بقاءه فى ظل صعود اليمين القومي فى ربوع الاتحاد الأوروبي الأمر الذي يضع علامة استفهام كبرى حول تماسكه وبقاءه !
فى وسط كل ذلك يترقب الجميع اندلاع شرارة الأزمة لحرب مفتوحة العناوين غير محددة الضوابط، بينما يتساءل متابعين ومن أين ستبدأ حمى الحرب العالميه الثالثه فى ظل حالة الغليان المتصاعدة ؟. وهو البرنامج الذى جاء به الرئيس الأمريكي جو بايدن لتعود أمريكا لقيادة العالم من جديد، فهل يمكنه بيت القرار العالمي من تكملة مشواره أم سيتم استبداله ببرنامج آخر يحمله “دونالد ترامب” الذي ينتظر أن يأتي بحلة جديدة من العناوين يبتعد فيها عن كوشنير و نتنياهو وقادة آخرون، ويدخل فيها كجزء من منظومة الحكم لكل عناوينها ومنظومة عملها، هذا ما ستجيب عنه الأيام القليلة القادمة مع دخول الجميع الى بيت القرار، فإما الاستمرار او اعادة رسم البيان !!!