يمكن رصد وملاحظة الدعوة لـ “إقالة وزراء” في الحكومة الأردنية “تزحف” في إطار خطاب شعبي وآخر حزبي، كلما استقبل المواطنون أكثر جثث ضحاياهم الذين تُوفوا مؤخراً أثناء تأدية فريضة الحج.
ثلاثية المطالبة بـ “تحقيق قضائي” وإقالة المسؤولين عن موسم الحج، وما حصل، ثم الإفصاح عن تفاصيل ما جرى، هي التي تتصدر نقاشات ومنصات الأردنيين الآن، واعتباراً من أول أيام العيد.
تدحرج ملف “كارثة الحجاج الأردنيين”، كما أسماها الكاتب الصحفي أسامه الرنتيسي، بصورة يمكن توقّع تداعياتها الأن.
الناشط الإلكتروني مجدي قبالين نشر يقول إن عدد الوفيات الكبير، ووجود مفقودين، مسائل لا يمكن السكوت عنها، وتتطلب، وفوراً، تفعيل مبدأ المسؤولية السياسية الأدبية .
لاحقاً طالب قبالين بإقالة 3 وزراء. لكن قبل ذلك، أكبر حزب معارض في البلاد، وهو حزب “جبهة العمل الإسلامي”، طالَبَ بـ “تحقيق شامل ومساءلة عن التقصير”.
وبعد التيار الإسلامي أصدرت 4 أحزاب وسطية على الأقل بيانات تدعم فكرة المحاسبة على “أيّ تقصير”، والتوثق من عدم وجود سماسرة تسبّبوا بتلك الفاجعة.
وطالب عبد الله الأغبر عبر توتير بمحاكمة المقاولين في مكاتب السفر الذين غرروا بالحجاج الاردنيين فيما لا تزال تفاصيل هذه القضية مجهولة.
طبعاً لا يمكن تأسيس مبدأ مساءلة عن سبب وفاة 41 حاجاً، ثم تصنيف 22 حاجاً غيرهم بأنهم مفقودون بدون تحقيق قضائي، والانطباع في عمان أن رئاسة الوزراء بدأت تجمع المعطيات، فيما النيابة العامة قد تدخل فعلاً على خط الاشتباك التحقيقي، وهو ما يطالب به الرأي العام الآن أكثر كلما عاد حاج بلا ضرر، أو استقبلت جثة.
وزارة الخارجية صارحت الأردنيين، وتحدثت، في تصريح رسمي، صباح الأربعاء، عن “حالات حرجة” في المشافي السعودية لحجاج أردنيين تتم متابعتهم .
لكن الهجوم والنقد صارخان على دور وزارة الأوقاف والمطالب بإقالة كبار مسؤولي الوزارة تتصدر على مستوى التواصل الإلكتروني.
وفيات الحجاج الأردنيين قضية تتفاعل وتتدحرج الآن، والنقاش بدأ يطرق بقوة مساحة تحديد المسؤوليات، وشرح ما حصل ولماذا؟.. ولاحقاً اقتراحات مباشرة بإقالة وزراء، في محطة يبدو أنها قد تصبح “حتمية” في حسابات رئيس الحكومة الدكتور بشر خصاونة، إذا أرادت الحكومة العبور لمرحلة الإشراف على الانتخابات.
وفي سياق متابعة وزارة الخارجية وشؤون المغتربين لعمليات البحث عن الحجاج الأردنيين المفقودين، ولإجراءات دفن الحجاج الأردنيين الذين توفاهم الله وهم يؤدون مناسك الحج، من خارج بعثة الحج الأردنية الرسمية ومسارات الحج النظامية الأخرى المعتمدة من قبل المملكة العربية السعودية، أعلنت مديرية العمليات والشؤون القنصلية العثور على ٨٤ حاجاً أردنياً من بين ١٠٦ مسجلين على قوائم الحجاج الأردنيين المفقودين بحسب قاعدة البيانات التي أعدتها مديرية العمليات منذ بداية التبليغ عن فقدان ووفاة عدد من الحجاج الأردنيين، وإصدار ٤١ تصريح دفن لحجاج أردنيين، ليتم دفنهم في مكة المكرمة بناءً على رغبة ذويهم.
وأوضح مدير مديرية العمليات والشؤون القنصلية السفير د.سفيان القضاة أن الجهات السعودية المعنية تقوم بتقديم الرعاية الطبية اللازمة للحجاج ال٨٤ الذين عثر عليهم، وأن حالتهم الصحية متفاوتة بين الجيدة والمتوسطة والحرجة، وأن فريق القنصلية العامة الأردنية المتواجد في مكة لا يزال يقوم بتقديم الخدمات القنصلية للحجاج ومتابعة أوضاعهم مع السلطات السعودية المختصة.
كما قال السفير القضاة إن عمليات البحث لا تزال جارية عن ٢٢ حاجاً أردنياً مفقوداً، وبجهود مشتركة من الخلية التي شكلتها الوزارة والتي تعمل على مدار الساعة بالتنسيق مع القنصلية العامة الأردنية في جدة والسفارة الأردنية في الرياض وبعثة وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية للحج التي كانت قد أكدت في بيان سابق لها على سلامة جميع الحجاج من البعثة الأردنية الرسمية، وبمساعدة السلطات السعودية المختصة.