ثمانية أشهر وتزيد وأهل غزّة يُذبحونَ ونحن نسأل عَنْ السبب ؟ ثمانية أشهر وعروس عُروبتنا تُغتَصَب ونحنُ نسال عَنْ الجاني ؟ ثمانية أشهر وكبيرنا يُعاقر بنت العِنَب وصغيرنا يلهو بأحلامٍ مِنْ ذهب !! .
يأتينا العيد ونسأل بأيّ حالٍ عُدتَ يا عيدُ ؟؟
والجواب عندكم يا أبطال غزّة .. عندكم يا أبطال فلسطين !! لسنا نحنُ مَنْ يسألكم عَنْ الحال !! أنتم إسألوا عَنْ حال العرب !! فحالنا لا يَسرُّ صديقًا ولا يَغيضُ عدوًا !! .
إحذَرونا فنحن مَنْ يتأمر عليكم !! نحن مَنْ يكيد لكم !! ونحنُ مَنْ يتمنى هزيمتكم !! فلا تُصَدِّقونا !!
سَنمدُّ الولائم في أعيادنا !! سنتبادل التهاني والتحايا وسنشربُ نخب دمائكم فأعذِرونا فنحن مَنْ نَعشق العبودية والذل !! وشتّان ما بيننا وما بينكم !! وهل يتساوى الأحرار مع العبيد ؟ هل يتساوى مَنْ تجارته مع الله مع مَنْ تجارته مع أمريكا ؟ .
ماذا نقول لكم يا أهل غزّة غير ما قاله الشاعر ذات يوم :
مَنْ يشتري الأعراب منّي والعروبة والعرب ؟
مَنْ يشتريهم كلهم جمعاً بِحملٍ مِن حَطب ؟
مَنْ يشتري أذقانهم ؟ وله على البيعة شَنَب ؟
مسكينة يا طفلةً قَدْ صاحت وقالت يا عرب !!
سُحقاً لهم
تُعساً لهم
تبّاً لهم
مِنْ رأسهم حتى الذنب !!
فُرساننا باعوا الخيول ليشتروا فيها الذهب !!
ورماحنا نَلهوا بها
وسيوفنا أضحت مِنْ خَشب !!
يا أطفال غزّة .. يا نساء غزّة .. يا أبطال غزّة لا تسألونا عَنْ الحال !! نحنُ كالأنعام نأكل ونشرب ولا ندري ما حولنا !! وَقَدْ نكون أضلّ سبيلًا !! .
يا أبطال غزّة .. ويا أطفال غزّة .. ويا نساء غزّة تذكّروا أنّ أخوة يوسف هُم مَنْ ألقوه في البئر !! وإرادة الله هيَ مَن أنقذته !! فلا تأسفوا على ما تروا وتسمعوا مِنْ العرب !! .
هذا هو عيدكم وهذه هيَ فرحتكم .. وهذا هو صبركم فَثِقوا بوعدِ الله وما كان الله بِمُخلِفٍ وَعده .
المحامي فضيل العبادي
رئيس اللجنة القانونية / مجلس محافظة العاصمة