شهدت الساعات القليلة الماضية ارتفاعاً غير مسبوق بدرجات الحرارة في مصر، حيث بلغت أعلى مستوى لها في عدة محافظات بالبلاد، مسجلة 50.9 درجة مئوية.
وأعلنت محطات الرصد أن درجة الحرارة في محافظة أسوان بلغت 48 درجة مئوية في الظل في تمام الساعة الثالثة ظهرا أمس، بينما سجلت القاهرة 41 درجة مئوية.
وفي ظل هذا الارتفاع الشديد في درجات الحرارة يهتم الكثيرون بمعرفة موعد انتهاء الموجة الحارة.
انخفاض طفيف
فقد شهدت الأيام الماضية ارتفاعا شديدا في درجات الحرارة، بسبب تأثير الكتل الهوائية الحارة التي ضربت البلاد خلال الأيام الماضية، إلا أن تأثيرها بدأ يقل تدريجيا بدءاً من مساء أمس الجمعة حيث من المتوقع أن تنتهي غدا الأحد، حسب ما أكد خبراء الأرصاد الجوية.
كما أوضحت هيئة الأرصاد الجوية أنه بدءا من غد الأحد تشهد مناطق شمال البلاد والقاهرة الكبرى وشمال الصعيد، انخفاضا طفيفا ومؤقتا في درجات الحرارة بقيم تتراوح من 3 إلى 5 درجات، ويستمر حتى يوم الاثنين.
“جحيم مناخي”
وكانت خدمة مراقبة تغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي قد ذكرت الأسبوع الماضي، أن الأشهر الـ12 الفائتة كانت الأكثر دفئا على الإطلاق على أساس سنوي، فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتجنب “جحيم مناخي”.
وذكرت خدمة “كوبرنيكوس” لتغير المناخ أن متوسط درجات الحرارة العالمية خلال العام المنتهي بنهاية مايو/آيار تجاوز متوسط ما قبل الثورة الصناعية بنحو 1.63 درجة مئوية، مما يجعلها الفترة الأكثر دفئا منذ بدء تسجيل البيانات في 1940.
ومتوسط الـ12 شهرا الماضية لا يعني أن العالم قد تجاوز عتبة الاحترار العالمي البالغة 1.5 درجة مئوية التي تقيس متوسط درجة الحرارة على مدى عقود من الزمن ويحذر العلماء من تبعات تجاوزها الأكثر تطرفا والتي لا يمكن معالجتها.
وفي تقرير منفصل، أشارت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة إلى وجود فرصة بنحو 80% في تسجيل متوسط حرارة يتجاوز مؤقتا 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية خلال سنة واحدة على الأقل من السنوات الخمس المقبلة، وذلك ارتفاعا من فرصة بنحو 66% العام الماضي.
وحذر غوتيريش في حديثه عن هذه النتائج من السرعة التي يتحرك بها العالم في الاتجاه الخاطئ بعيدا عن استقرار النظام المناخي، وقال في كلمة بمناسبة اليوم العالمي للبيئة: “في عام 2015، كانت فرصة حدوث هذا التجاوز قريبة من الصفر”.
ومع نفاد الوقت المتبقي لعكس المسار، حث غوتيريش على خفض إنتاج واستخدام الوقود الأحفوري عالميا بنحو 30% بحلول عام 2030.
“حافة الهاوية”
وقبل ذلك، حذرت الأمم المتحدة من أن هناك “احتمالًا كبيرًا” بأن يشهد العام 2024 درجات حرارة غير مسبوقة، بعدما اختتم العام الماضي عقدًا كان الأكثر حرًا على الإطلاق، ما يدفع الكوكب “إلى حافة الهاوية”.
وأعلنت الأمم المتحدة أن العقد المنصرم كان الأكثر حرًا على الإطلاق، ما تسبب في تأثيرات مناخية خطرة، مثل ذوبان أنهر جليدية وارتفاع درجات حرارة المحيطات بشكل غير مسبوق في العام 2023.
وشهدت عدة دول عربية وإفريقية ارتفاعا غير مسبوق في درجات الحرارة خلال 2023 من بينها الاردن والسعودية، العراق وإيران والجزائر والمغرب حيث تجاوزت درجات الحرارة 47 درجة مئوية.