أخبار ع النار – تقرير: علاء عواد
يا له من زمن جائر أصبح المعلم فيه عرضة للعنف لمجرد انه معلم يقوم بتربية وتعليم الأجيال تلو الأجيال على مر العصور، لا ذنب له الا أنه حمل رسالة التعليم وليس عبثا قيل العلم نور لينير عقول أولادنا بنور العلم والمعرفة .
مادفعني لقول هذا مارأيناه منذ أيام عبر مقطع فيديو تم تداوله حول معلم تعرض للضرب في مدرسة بالعاصمة عمان حيث
يعمل المعلم في إحدى المدارس الحكومية التابعة لمديرية قصبة عمان، وأثناء تأدية واجبه التربوي والأخلاقي لفض مشاجرة حدثت بين مجموعة من الطلبة خارج أسوار المدرسة تعرض للضرب على رأسه من أحد أولياء الأمور وكذلك لتصرفات غير مسؤولة من قبل طالبين اثنين، أحدهما من المدرسة نفسها التي يُدرس بها المعلم والآخر من مدرسة مجاورة.
ما رأيناه لا يمت للأخلاق والدين بصلة هل من المعقول أن يقوم ولي امر طالب وطلاب ايضا بهذا العمل المشين إذا كان هذا هو ولي أمر الطالب فكيف نتوقع ان يكون الطالب .
هل هناك أي مبرر للإعتداء على رموز التربية والتعليم مهما كانت الاسباب والدواعي لذلك، فهل وضع المعلم في قفص الإتهام والحكم عليه بالضرب واطلاق النار بحكم سريع عليه واهانته دون ذنب إلا لانه معلم ويعلم اولادنا وبناتنا.
وليس معنى هذا أننا نبيح الضرب ونؤيده ولا نقدم تبريرا لأي استعمال للعنف او الضرب في الحالتين من المعلم او من الطالب او من الاهالي.
ان هذه الاساليب من الاعتداء على المعلمين وصمة عار في جبين مجتمعنا ولا يمكن ان نرضى بهذا العنف بأشكاله، من الاعتداء على رسل التربية والتعليم ورموز امتنا في سلك التربية والتعليم الذين يسهرون ليل نهار في التحضير والاستعداد لكي يعطوا افضل ما عندهم من مجهودات وطاقات ابداعية في سبيل نشأة ابنائنا وبناتنا واعدادهم لمستقبل زاهر، يؤمن حياتهم . من الذي خرّج الاطباء والمحامين والمعلمين واصحاب المهن الحرة، من الذي علم هذه الاجيال التي تعانق السماء في مهنهم ووظائفهم، من الذي اوصل الناس الى مراكزهم الاجتماعية والعلمية والسياسية والانسانية، أليس هو المعلم هل هذا هو جزاء من بنى وانشأ العقول وهذب النفس وثقف الانسان .
إننا شعب لنا اصولنا وجذورنا الحضارية واصحاب علم وثقافة، ولنا دين نطلب العلم من المهد الى اللحد ونطلب العلم ولو في الصين، وعلمنا ما لا نعلم والعلم يبني بيوتا لا عماد لها، وعندنا من العلماء ورجال الادب والثقافة والشعراء والفقهاء نحن اصحاب حضارة امتدت ما بين النهرين ومن النيل الى الفرات ومن المغرب العربي الى مشرقه حتى وصلنا الى الاندلس، ولا يليق بنا ان نهين ونعتدي على رموزنا التعليمية ومعلمينا . وما إن يصل المعلم الى سن التقاعد الا وهو منهك القوى فاقد لعقله وصوابه
رفقا ايها الطلاب بمعلميكم، رفقا ايها الاهالي بمعلمي اولادكم ولتكن عندكم آليات ومفاهيم للحوار السليم لحل مشاكل اولادكم، بالتفاهم وتبادل الرأي وزيارة المدارس والوقوف والاطلاع على قرب عن تصرفات اولادكم وتعاملهم مع المعلمين وتعامل المعلمين معهم، بكل ما يختص بتواجدهم وحضورهم في المدرسة وتحضير دروسهم واداء واجبهم المدرسي اليومي.
إن المدارس تفتح أبوابها أمام كل الاهالي للزيارة والاطلاع على اوضاع اولادهم والجلوس مع المعلمين والمربين ومدير المدرسة وتبادل الآراء، ونريد ان تبقى هذه الحلقة متواصلة، لان الاهل جزء من العملية التعليمية التربوية، ولتكتمل الحلقة بالتعاون بين المدرسة والاهل لمواكبة المسيرة التعليمية في مدارسنا وايجاد الاطر التعليمية المنهجية واللامنهجية، لتلبية رغبات الطلاب وميولهم العلمية والمهنية لتفريغ شحنات الغضب في المدرسة كالرياضة والرسم والفنون والتطوع في المؤسسات المحلية وتعليم قيم العطاء والاحترام المتبادل، وان كل الجهات المختصة معنية بتطوير المدارس وتحسين الاوضاع التعليمية والتربوية على اكمل وجه لما فيه مصلحة ابنائنا وبناتنا على السواء.